السبت 04 يناير 2025

رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الخامس عشر) بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

التي داعبت شفتيها ابتسامة خفيفة.
_ هو بيقول كده لكن من جواه بيكون فرحان يا شهد.
ذهبت كل منهن في طريقها شهد نحو أحد مراكز الدروس الخصوصية و ليلى استقلت إحدى سيارات الأجرة.
أخرجت ليلى جزدانها لتخرج المال لكن حدقتاها اتسعت فجأة عندما تذكرت الأغراض التي كان عليها شرائها من متجر مستلزمات الحلويات.
طالعت الطريق بنظرة ثاقبة وسرعان ما كانت تغلق حقيبة يدها وتلتقط الأكياس التي وضعتها جوارها.
_ ممكن أنزل هنا.
أعطت السائق أجرته وترجلت من سيارة الأجرة.
من حسن حظها أنها كانت قريبة من المتجر المختص ببيع تلك المستلزمات وقد أخذتها إليه عايدة من قبل.
اشترت ما ستحتاجه ثم نظرت إلى الطريق وأطلقت زفيرا طويلا.
رغم أنها تحب السير بهذا الطريق الخاص بالمجمع السكني الراقي الذي تسكن به إلا أنها اليوم لا تحتمل السير بسبب تورم أحد قدميها.
_ خلاص قربنا يا ليلى.
أخبرت حالها بقرب وصولها ومن وقت لأخر كانت تلتف حولها عندما تستمع إلى صوت سيارة قادمة.
ضاقت حدقتي عزيز وقد أبطئ من سرعة سيارته قليلا.
لم تستدير ليلى برأسها هذه المرة لترى السيارة القادمة ورائها.
_ انا مش هلبس الجزمه دي تاني...
تمتمت بها بصوت خاڤت مستاء ثم سقطت منها إحدي الأكياس التي تحملها.
تنهدت تنهيدة طويلة ثم انحنت لتحمل الكيس الذي سقط أرضا.
تيبست ليلى في حركتها عندما وجدت سيارة ذات زجاج معتم تقف جوارها... بنظرة خاطفة تعرفت على السيارة التي وقفت قربها...إنها سيارة السيد عزيز.
ابتعلت لعابها وتحاشت النظر نحو السيارة تتساءل داخلها... هل وقف من أجلها مرة أخرى
انفتح زجاج نافذة السيارة وسرعان ما كان ينفتح الباب جهتها في دعوة صريحة منه أن تصعد السيارة.
نظرت إليه وعلى وجهها ظهر الإرتباك.
تنهد عزيز فهو كلما حاول
إخراج الكلام من بين شفتيه يتوقف على طرف لسانه.
_ اركبي يا ليلى.
خرج الكلام منه أخيرا ثم أشاح عيناه عنها.
رمقها عزيز بنظرة خاطفة وكاد أن يتحرك بالسيارة مرة أخرى لكن ارتفع صوت رنين هاتفه.
انشغل بمكالمته وجلست هي ملتصقة بمقعدها دون حركة أو صوت.
حديثه مع المتصل كان يخص العمل لكن كل كلمة كانت تخرج منه ټخطفها لعالم أخر عالم تعلم أنه لن يجمعها به لكنها اختارت أن تضعه بعالمها الوردي.
اختلس النظر إليها فسقطت عيناه على شفتيها المطلية بطلاء وردي خفيف.
_ نكمل كلامنا بكرة يا أستاذ بهجت.
انتبهت ليلى على فعلته العجيبة وقد شعرت بالتوتر إنها تخشى أن يكون تضايق من وجودها بسيارته.
توقفت السيارة لتلملم ليلى حاجتها سريعا لتترجل من السيارة.
بنظرات مختلسة كان يتابعها ثم أشاح عيناه بعيدا عنها منتظرا خروجها من سيارته قبل أن يتجه بها لداخل الجراچ.
كادت أن تفتح ليلى باب السيارة لكن تلك السعادة التي وجدتها على ملامح ذلك العامل اليوم وشكره لها جعلها تستدير جهته بتردد وعلى محياها ارتسم الخجل.
_ شكرا إنك ساعدت العامل... كان مبسوط أوي وهو بيشكرني النهاردة...
خرج الكلام من شفتي ليلى بتعلثم ودون أن تنتظر رده فتحت باب السيارة وترجلت منها.
تجمدت ملامح عزيز وعاد الكلام الذي ألقته عليه قبل خروجها من السيارة يتردد صداه داخل رأسه.
باليوم التالي وفي تمام الساعة العاشرة مساء...
كانت الضحكات ترتفع بصخب من الحديقة الخلفية لباحة المنزل حيث مسكن عائلة العم سعيد.
نهض عزيز من فوق مقعده بعدما التقط مغلف صغير من درج مكتبه.
التمعت عينين العم سعيد بالدموع وهو يرى ما أعدته له كلا من ليلى و شهد.
احتضنهم بحب ثم ابتعد عنهم ليمسح دموعه.
تأثرت عايدة لمشاعر شقيقها كما تأثر عزيز هو الأخر لكن سعادته اليوم كانت لا توصف وهو يرى ابنته وابنة شقيقه

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات