الإثنين 06 يناير 2025

رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الخامس عشر) بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

صارتا متقاربتين من بعضهم وقد فعلوا هذا الإحتفال سويا.
شعور الراحة ارتسم على محياه كما تغلغل داخل فؤاده.
تقدم عزيز منهم وقد انتهوا للتو من إطفاء الشمعة التي وضعوها على قالب التورتة التي تعاون نساء المنزل في صناعتها.
_ عزيز بيه.
قالها عزيز العم ثم أسرع نحوه.
اتجهت عيني ليلى ناحيته وقد خفق قلبها لرؤيته لكن كعادتها أخفضت رأسها حتى لا تفضحها عيناها.
ابتهجت ملامح العم سعيد عندما رأي عزيز يتجه صوبهم ثم قال بسعاده.
_ شايف البنات عملوا ليا إيه يا عزيز بيه 
ابتسم عزيز وهو يرى مظاهر الإحتفال البسيط وقد ارتدوا جميعهم على رؤوسم قبعة العيد ميلاد.
_ كل سنه وأنت طيب يا راجل يا طيب.
قالها عزيز ثم مد له ذلك المغلف وقد التقطه منه العم سعيد وتساءل بفضول.
_ إيه ده يا بيه.
_ افتحوا وهتعرف يا راجل يا طيب.
تعلقت أعينهم جميعا بالعم سعيد أثناء فتحه للمغلف الصغير لتنساب دموعه فجأة.
من دموع العم سعيد علم الجميع بما قدمه له السيد عزيز لم تكن المرة الأولى التي يقدم فيها عزيز للعم سعيد أو أحد أفراد عائلته هذة التذكرة بل قدمها لهم من قبل.
_ ليلى... هاتي ل عزيز بيه من التورته... ابعدي عن الشيكولاته لانه مش بيحبها.
أسرعت ليلى بتلبية ما أمرت به عايدة وقد جلس عزيز بين العم سعيد و عزيز سائقه وجلست شهد قبالة عزيز لتمازحه كعادتها.
اقتربت ليلى منهم بقطعة الحلوى وقد ارتفعت ضحكات عزيز عاليا بسبب مشاغبة الصغيرة شهد.
_ أنت مصېبة يا شوشو.
قالها عزيز ليضمها والدها إلى صدره بعدما
ارتفع صوت العم سعيد بتهكم.
_ دلع فيها يا أخويا دلع... أنا مش عارف مين متعوس الحظ اللي هيتجوزها.
_ الدكتوره شهد ألف مين يتمناها... بنتي هيقف ليها العرسان طوابير.
ارتفعت الضحكات وقد وقفت ليلى قربهم وهو تحمل الطبق بحرج.
انتبه العم سعيد عليها حيث وقفت ورائهم تحمل طبق الحلوى.
_ اهي ليلى بقى اللى هيتجوزها هيكون محظوظ.
ابتسم عزيز العم وهو يؤكد على كلامه ثم نهض ليأخذ منها ما تحمله.
_ لولو دي جوهره ومش أي حد بيفوز ب جوهرة.
_ دوق يا عزيز بيه من طبق الحلو.... أغلب الأصناف المعموله ليلى هي اللي عملاها...
قالتها عايدة بفخر و عزيز رغم رفضه بالبداية من تناول الحلوى ليلا إلا أنه تناول ما صنعته.... وها هو يسقط يوما بعد يوم في قارورة العسل.
اندهشت زينب من أمر جدها لها بأن تغلق باب حجرتها ورائها بعدما أتت لضيفه بواجب الضيافه.
نظر شاكر نحو نائل الذي اعتدل على فراشه ثم أخذ يسعل.
_ أنت كويس يا نائل.
ابتسم نائل بعدما مسح شفتيه بالمحرمة الورقية.
_ شوية كحة ليه مكبرين الموضوع.
هز شاكر رأسه بيأس فهو أيضا يحاط بتلك الأسئلة لمجرد أن يسعل قليلا.
_ والله ما عارف ليه دايما يحسسونا إننا خلاص بنودع.
اتسعت ابتسامة نائل على حديثه فهو أكثر الناس دراية بحب شاكر للحياة.
_ ما أحنا رجل بره ورجل جوه يا راجل يا عجوز ولا أنت لسا مشبعتش من الدنيا.
امتعضت ملامح شاكر ثم أخذ يدق بعصاه أرضا.
_ لا لسا فاضل ليا أمنية من الدنيا لو اتحققت هقول خلاص اخدت كل حاجه.
وبنبرة تحمل الحب واصل كلامه وقد لمعت عيناه بالدموع.
_ نفسي اشوف صالح زي زمان... نفسي اجوزه واشوفه سعيد... أنا ظلمته يا نائل لكن اعمل إيه عيشت طول عمري هدفي مصلحة العيلة وترابطها.
ثم أخفض رأسه بخزي وآسف.
_ سامحني على كلامي أخر مرة معاك الكلام خاني...
أول ما نجيب قالي إنك عايز تشوفني جيتلك على طول.
قدم شاكر إعتذاره الذي قليلا ما يقدمه.
اعتبرني مقولتش حاجه... وشغل حفيدتك عندي يا نائل لو حابب إنها تشتغل في شركتي.
_ أنا موافق يا شاكر على عرضك لو لسا فعلا عايز حفيدتي لحفيدك.
انتفض عزيز من المقعد الذي جلس عليه للتو جوار حارس الأمن الذي قدم له كوب الشاي حتى يثرثروا قليلا بالحديث.
خروج سيده من باب المعرض بتلك الطريقة وصوت صراخه عبر الهاتف بأحدهم جعل عزيز يسرع خلفه في قلق.
_ إيه اللي حصل يا عزيز بيه.
تساءل عزيز السائق وهو يحاول إلتقاط أنفاسه من شدة فزعه.
_ بسرعه يا عزيز في حريق في المصنع.
قالها عزيز ثم أسرع بالتحرك نحو سيارته.
_ مصنع ليلى.
خرجت الكلمات من فم عزيز بتقطع وقد وقف مكانه وارتعش جسده من الذعر.
القلق الذي كان يحتل قلب عزيز على عمال مصنعه تضاعف.. حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو يقود سيارته بسرعة قصوى وجواره جلس عزيز سائقه يمسك هاتفه بأيدي مرتعشة ويحاول الإتصال ب ليلى.
_ مش بترد
تساءل عزيز بنبرة تحمل القلق وهو ينظر ل عزيز سائقه الذي أخذ يهز رأسه له وقد ثقل لسانه عن الكلام.
خرجت زفرات عزيز بقوة وهو يضرب بوق السيارة حتى تفسح له السيارة الأخرى الطريق.
_ أنا مصدقت رجعتلي يا عزيز بيه...
سقطت دموع عزيز العم بعدما خرجت الكلمات من فمه.
وكلما كان عزيز العم يتحدث...كان عزيز يزيد من سرعة سيارته.
أخيرا وصل عزيز المصنع وقد اصطف العمال بالخارج وأتت الشرطة وسيارات الإسعاف وارتفع الدخان بغزارة من المصنع.
يتبع...
بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات