روايه عشقتك وحسم الامر (كاملة حتي الفصل الأخير) بقلم نهال مصطفى
انت في الصفحة 1 من 28 صفحات
إهداء إلى ..
كل الذين نسوا مواعيد عودتهم كل الغائبين الذين يعرفون كيف يسلكون طريق النسيان إلى كل الذين أحببناهم دهرا ولم يحبونا يوما الذين اطعمونا رغيف الحب الساخن بنيران الخداع إلى الذين طغت قلوبهم ولم يرق لهم جفن الاشتياق .
مقدمة
أصدف ما قيل بوصف العشق أنه كالسهم المسمۏم .. أن أصاب القلب لم يغادره إلا مصطحبا بالروح ..
عشقتك وحسم الأمر ..
حمزه_الخياط
وعد_الابراهيمي
رواية
عشقتك وحسم الامر
1 حالة مفعمة بالحزن
ساحة قصر واسعة يحتشد فيها جمهور أهالي القريه والقري المجاورة تغمرهم حالة من الحزن الشديد وتشعب ضباب الفقد فوق سطحه في ذلك اليوم المشئوم الذي غابت فيه شمس عائله الابراهيمى انتقلت روح منصور الابراهيمي إلى خالقها .. ذلك الرجل الصارم الذي كان يحكم بلدة بأكملها وعرف بعدله وحكمته وكرمه ..
يضاهي نفس الشعور الذي عاشته منذ خمسة عشر عاما ماضية .. ما زالت طفلة لم تدرك شئ غير أنها باتت في أحضان أمها وأستيقظت على نفس ضجة العويل اللعينه المفزعه المعلنة بنبأ الفقد الأبدي ..
جذب انتباها جميع السيدات الجالسات بالمجلس وقفوا مرحبين بمجموعة سيدات اخريات اتوا للعزاء تجهل هويتهم تماما .. ولكن ما خطڤ انظارها وثار دهشتها اهتمام عمتها وزوجة عمها بهما يبدو عليهم انهم يحظون بمكانه مرموقه أفرضت احترامهم وتبجيلهم من الجميع .
اتفضلوا اتفضلوا .. نورتونا مجيتكم دهية فوق رأسنا يا ست إلهام
جلست سيدة يبدو عليها ملامح الوقار والفخر
مرتدية سترتها السوداء التى تكسوها من راسها لقدمها بجوار وعد وهي ترتسم معالم الحزن والضيق ثم هتفت قائلة بحالة من الشجن
نجوي بحزن مزيف قاطبة حاجبيها بأسف وهي ټضرب كف على الأخر
عندك حق الف رحمه ونور عليه فراقه قطع بينا .. كان بركة البيت والله يا أم حمزة
ثم وجهت حديثها لوعد التي تراقبهم بعيون زائغة
سلمي ياوعد علي عمتك الست إلهام.. مراة عمك عاصم بيه الخياط الله يرحمه
ابتلعت ريقها الذي جف وابتسمت مجاملة وقالت بنبرة مبحوحة
أهلا ب حضرتك ياطنط !!
نظرت لها الهام بإعجاب فرمقت نجوي بنظرة لا يفهمها غيرهم ثم وجهت كلامها لوعد قائلة
أهلا بيكي يا غالية .. البقية في حياتك
ردت بإختصار ثم نهضت مستأذنة
سبحان من له الدوام .. عن اذنكم .
شعرت بقبضه قويه تنطبق علي عنقها من وتيرة نظراتهم المتبادلة التى تعجز عن ترجمتها وفهمها تسللت من امامهم بخفة متجهة نحو غرفتها بمجرد ما فتحت بابها ارتمت في منتصف مخدعها متأوهه بكلل من طول اليوم وقسوته .. امسكت بهاتفها لتجري مكالمه تليفونية مع الدكتور طارق حبيبها الذي تعرفت عليه من ثلاثة سنوات ب امريكا .
تنهيدت بحزن واضعه معصمها فوق جبهتها
ايوة ياطارق .. عامل ايه
رد طارق بصوته المجبر والمنجز للحوار
_في المعمل ياوعد هكون فين يعني! .. وانا ورايا غير الماستر والدكتوراه !! .
ربنا يقويك يا حبيبي .. كلها كام يوم وأكون عندك لأنك وحشتني أوي
قالت وعد جملتها متجاهلة تلك الطريقه التي يحدثها بها ملتمسة له العذر من ضغط الدراسة التى جعلته لم يلتفت إلى صوتها المبحوح الممزوج بتنهيده الآلم ولكنه تفوه باهتمام
أخدتي نصيبك من الورث ولا لسه يا وعد !.
صمتت لبرهه ثم اردفت قائلة بضيق
لسه لسه مش عارفة أي حاجة ياطارق ..بس أنا قلقانة وقلبي مش مطمن .
رد عليها بحماس
لا أجمدي كده اول ماتخلصي من حوار الورث
دا تيجي على طول متقعديش ساعة زيادة .. لأنك وحشتيني اوي
تنهدت بخفوت ثم قالت بيأس
حاضر يا حبيبي .. أنا قلبي واجعني أوي على جدو ياطارق متتخيلش البيت وحش ازاى من غيره..
أجاب طارق بلا اهتمام لمشاعرها المټألمة
ربنا يرحمه بقي متعمليش فى نفسك كده ..الحي أبقى من المېت
مسحت وجنتها بأناملها وهي ترفع عينيها للسقف داعية
ربنا يرحمه يا رب حبيبي هقفل دلوقت وهرجع أكلمك تاني
انهت المكالمة معه ثم نهضت بتكاسل شديد مغادرة غرفتها دلفت مجددا للأسفل ل تجلس على أقرب مقعد يقابلها ما كادت ان تستريح من السلم فسمعت لصوت ينادي عليها
وعد .. ياوعد .. تعالي وصلي الست إلهام واللي معاها للبوابة
قالت نجوي جملتها بصوت مرتفع وعلى عجل وثبت قائمه لتنفذ ما امرتها به باستسلام فقبضت علي هاتفها بتلقائيه وتقدمت أمامهم كالمرشد السياحي
اتفضلي يا