رواية حصونه المهلكه (كاملة حتي الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
عينيها وقد قالت اخيرا!!
ان .. ت. انتتتت... ان .. اللي ..
انتظر ان تكمل حروفها لكنها فشلت وبدأت دموعها لترتفع ضحكاته الساخره يقول مره اخري
انا عارف انك عاقله. وانا .... ! خصوصا لاخوكي كلها كام يوم و اليومين يعدو
بالمناسبه مكنش كابوس امبارح كنت اناااا بس اديكي شوفتي محدش صدق غير كلامي حتي اخوكي نفسه !!!!
يوم جديد مشرق علي قصر آل البراري ولكن ليس جميع افرادها !
استمعت الي تلك الطرقات الهادئه وهي تختبئ داخل جناحها تحاول استيعاب كيف مر الاسبوع سريعا واليوم سوف تزف كعروس اليه !
وصل اليها صوت ندي الضاحك وهي تقول
ايه ياأسيف النهارده مش هتعرفي تستخبي ورانا حاجاات كتير يلااا !
اغمضت عينيها بحزن هي تري فرحه شقيقها وعروسه وذلك كافي لاسعادها لكن اين فرحتها هي كيف لها
راحت الاسئله بعقلها مره اخري تدور وتدور مئات من الاسئله بلا توقف فمنذ الكلمات الصريحه لها وهي لا تعلم كيف تتصرف لاول مره تقع بذلك
المأزق هي تعلم جيدا انها لن تتحمل معاملته تلك لكن ما وسيلتها ... هل هو عصبي الطبع !
دقيقه كمان وكنت هدخل اجيبك بنفسي ...
ثم تعالت ضحكاتها المرحه التي استقبلتها أسيف بابتسامه هادئه ورددت بهدوء
لا وعلي ايه اديني خرجت ..
كادت ندي تكمل حديثها لكن دخول العمه بعد ان طرقت الباب وتتبعها فتيات بزي موحد من الواضح انهم هنا من اجل زينه العروسين !
وصلتوا في وقتكم بااسم تيم وكنت عا..
شردت أسيف وهي تري ابنه عمها ... الذي يليق بعروس ... اما هي والخۏف من تلك الليله بل من جميع الليالي الآتيه !
انتفضت لما سمر قالت بنبره مندهشه ..
أسيف انتي بخير ياحبيبتي ! البنات بيكلموكي من بدري وانتي في عالم تاني ...
ابتسمت ندي وهي تقول بهدوء
ابتلعت رمقها من ملاحظه ابنه عمها وصديقتها ... وشقيقه زوجها !!!
توترت للغايه وهي تقول بقلق
مليش ياندي ليه بتقولي كده ! طبيعي اتوتر انا مش اول مره فى الموقف ده بس ...
انطلقت ضحكات ندي لتتبعها العمه والفتيات بهمهات خافته علي تلك العروس المخمليه الرقيقه للغايه حتي بنبرتها !!
وانا اللي بتجوز كل يوم ياأسيف ! فكي كده ومټخافيش فهد غلبان !
كانت تريد الصړاخ بها انها لا تتزوج كل يوم بالفعل .. وبين شقيقها الطيب وشقيقها الغريب وانه بالفعل ذلك الفهد المخيف !
قلقها وافكارها !! والمقارنه بين حالها الذي دعاهم للسخريه منها وحال
ابنه عمها المرحه لاخيها ...
باكيه وجهها من نظراتهم المصدومه والفضوليه في آن ...
اتجهت اليها سمر وهي تقول معتذره ظنا منها انها حزنت من سخريتهم !
أسيف حبيبتي .. سوري !! احنا منقصدش ..
لتجلس ندي امامها تقول باعتذار
اسفه ياأسيف مكنش قصدي ....
لم تهتم لكلماتهم و الحقيقي
تحاول استعاده الطمنينه واسكات صوت القلق من عقلها لكن بلا فائده !
حاولت سمر ان تهدا اسيف ولكن قد بدأت بالقلق وتوترت
.. واحد فقط من حالتها لتنتفض ندي مسرعه راكضه لكن
لن يتمم تلك الزيجه !! فمن الواضح ان حالتها ترتبط بقلقها من
شقيقها ... لكن ان ذهبت الي فهد بهدوء كعادته الراقيه .. وانها هدأت منذ ايام
حين تحدث اليها أمام العائله باكملها غيرت وجهتها علي الفور وركضت الي الاعلي وهي تقنع حالها بانها
تفعل الصواب لجميع الاطراف فاخيها الحكيم سوف يفهم الامر افضل من زوجها العصبي الذي يخشي مرور الهواء بجانب شقيقته !!
ليفتح لها ومن الواضح انه .. صمتت وكادت تعود من حيث اتت لكن نبرته الهادئه المتسائله قال
خير ياندي في حاجه !
نظرت له لحظات ثم اسرعت تتكلم له بحاله زوجته القلق في وجهها ... ضيق عينيه لحظات وهو يخفي ابتسامته الساخره !
ما ان دلف الي الجناح ..صاحت سمر باسمه تستنجد به وهي قد تطوعت احدي الفتيات بمعاونتها ....
فتحت عينيها فجأه تحدق خارج الجناح
لازالت كما هي هادئه ... وقد وجدت الرواق فارغ اين عمتها والفتيات !!
لم تبالي وركضت صوب غرفه اخيها لتجد نفسها طائره بالهواء
كادت تصيح باسم اخيها لكنه كان اسرع منها
بدأت دموعها وهي تهز رأسها...
وهو يبتسم بهدوء ... مرددا لها بعد ان عادت بابتسامتها ...
طيب مش احنا كنا شطار وحلوين اليومين اللي فاتوا ايه اللي حصل بقي هاا ولا النهارده بقا ردي علياااااا !!!
لا لا والله مافكرت كده .... متبصش كده ارجوووك انااا .. انااا خاېفه اناا ممش..ش ...مش عارفه اعمل اي.... !!
ابعدت عينيها عن عينيه و تبكي امام انظاره وهو بصمت تام !
شوفي كده ... شايفه العيله كلها بتستعد ازاي عشان جوازنا ! شايفه التحضيرات والتجهيزات اللي بملايين عشانا !!
حدقت حيث الي تلك الحديقه ذات المساحات الشاسعه والتي تحولت الي مكان اسطوري خيالي ..
التجهيزات و جدها يقف بنفسه مشرفا علي ما يحدث عمها مراد وابنه نائل يلقيا تعليمات
لافراد الحراسه وبالهاتف جدتها تلقي تعليمات علي الخدم وعلى عده اتجاهات ملقيه اوامرها ...
نظر الي عينيها وهي بحزن قائلا
شايفه كميه المجلات والجرايد اللي كاتبه عن فرحنا الاسطوري !
نظرات بعينيها علي الاخبار وصورهم وبالاخص صور اخيها وابنه عمها
والتي كتبت عنها المجلات بانها احدي اجمل قصص الحب التي تكلل بالزواج اما هي ... فتم وصف
زواجها بالغموض وارجاع ذلك ان فهد البراري لايحب ان يكون حديثا للصحافه والاعلام !!!!
العمه حين رفعت رأسها اليهم .. و بلطف وابتسامه ساحره هادئه لاول مره تراه بها !!
ليه كل الخۏف ده ! هو انا صعب التعامل في نظرك عشان دموعك دي كلها بسببي !
رفعت عينيها الي عينيه الهادئه التي تلقيها بنظرات لطيفه ! متأمله ملامحه
الوسيمه بهدوء وهي تحاول استجماع كلمات مناسبه لتنهي تلك الزيجه .. او تأجلها الي حين ان تفهمه !
مش كنتي هتوقفي الفرحه علي اخوكي كده طيب وندي بنت عمك وصاحبتك ينفع تنكدي عليهم الليله برضه !!
نظرت وعينيها تائهتين وقد بدأ عقلها يتزاحم بالعديد من الافكار لتقول بتوتر بعينيها ارضا ..
انا مقصدش ده انا خاېفه .. ومش عارفه اتعامل معاك ..و ..آآ !!
والمطلوب مني ايه عشان تطمني !
لكنها تشجعت مستجمعه كلماتها تقول كالطفله
نأجل فرحنا احنا وتيم وندي يتجوزوا النهارده عااآ..
واصبح لونها داكن مضيقا عينيه يقول بلحظات
لا مفيش تأجيل انسي .. !!
اتسعت عينيها بقلق مره اخري ...
انتي كده كده مراتي انا مش محتاج فرح لو خاېفه من الفرح والظهور هيوترك كده ..قولي بصراحه !
عقدت حاجبيها .. يظنها خائفه من الناس والبشر !!!
انا مش بعرف اعبر ياأسيف .. بس انا مستني اليوم ده من سبع شهور واكتر ... ينفع !!
هااا ياأسيف .. انادي البنات ولا هتفضلي تتعبي فيا كده !
لا خلاص !
خلاص ايه ! وهي تبتسم ببراءه و بتوتر
خليهم يدخلوا !
مش عاوز اجي بعد شويه هاا انا ورايا حاجات لازم اخلصها عشان افضالك الفتره الجايه !!!
ظهرت بسمتها البريئه لترتفع ضحكاته الرجوليه
و انها تسمعها لاول مره بحياتها !!!
ثم الي الخارج مغلقا بابها بهدوء ......
ليله مميزه بألف ليله وليله ... حفل زفاف ابناء البراري المييز كيف يكون ياساده باعتقادكم !!!!
شهدت مدينه الاسكندريه هذه الليله حفل زفاف اسطوري معني الكلمه حيث الأموال الباهظه والتكاليف المبهرجه التي كانت باقل التفاصيل ...
نزلت أسيف مع اخيها مبتسمه بين ...
وعلي الجانب الآخر من السلالم المزينه بالورود
الفاخره كتلك التي هبطت عليها الاميره البرئىه وشقيقها الوسيم .. هبط الوريث الاكبر لعائله البراري
شقيقته التي تطير من عينيها انه يومها الموعود .. يوم زفافها !!!
وصلا اخيرا لتقابلا بنهايه السلم عروسته المخمليه حيث ظهرت تلك الابتسامه تيم
ليبتسم بهدوء إلى عروسه .. اوصي كلا منهم الاخر علي عروسه .. حيث قال تيم بصوت اجش
خلي بالك منها يافهد .. مش محتاج اني اقولك أسيف عندي ايه ...
ابتسم له بهدوء وقال ناظرا لها
فعلا مش محتاج توصيني اساسا عليها ... زي مانا مش هوصيك علي ندي عشان عارف انت بتحبها ازاي !!
تردد تيم لحظات ثم ابتسم الي عروسه بابتسامه ...
التصفيقات والاماني لهم بالسعاده الابديه ....
مرت عده ساعات بين احتفالات الي ان مر الوقت بهم ...
اتسعت اعين الجميع حين اعلن فهد بصوته
طيب احنا رحلتنا هتأخر نص ساعه هاخد أسيف ونشرب قهوه ...
عقد تيم حاجبيه باندهاش وهو يردف
تأخر ايه ماالرحله خلاص اعلنوا عنها اهوه !
ندي مندهشه
ليبتسم...
اه هو انا نسيت اقولكم اني اختارت مكان مختلف ومميز لينا انا واسيف .....
اتسعت اعين اسيف من فعلته المفاجئه ! لقد كانت تعتمد علي وجود اخيها معها بتلك الرحله !!
انت ازاي تعمل كده منغير ما تبلغنا !! او علي الاقل تبلغ أسيف مش هي طالعه معاك برضه !
نظر له فهد يردف بنبره غليظه قائلا ببرود
اه سوري نسيت استأذنك قبل مااخد مراتي سفريه بينا ! ولو علي اسيف انا حبيت افاجئها وانا واثق ان ذوقي في اختيار المكان هيعجبها !
عقد تيم حاجبيه من اسلوبه ومفاجأته لهم واردف بعصبيه
ومابلغتناش ليه كنا كلنا سوا !! ايه التصرفات دي !
نظر فهد لحظات ثم بابتسامه هادئه يقول
انتوا عارفين الشهر ده مره في العمر وانا اناني شويه في مسائل دي وبعدين ياعم تيم مالك عصبي كده ليه حد يضايق من انبساط لاخته !
تيم الغاضب وتقول بنفاذ صبر
تيم عصبيتك مش هتقدم ولا تأخر رحلتهم اتغيرت واللي كان كان ! وبعدين مش يمكن أسيف موافقه
ومش عايزه تقولك عشان متزعلش ... خلاص بقي !!!
نظرت لها أسيف بحزن حيالها بالشفقه فهي دوما بين زوجها واخيها هكذا ... شقيقها الغالي ... وهي تقول
هتوحشني انا معايا فوني هكلمك علي طول اول مااوصل ...
خلي بالك من نفسك ولو حصل اي حاجه كلميني ماتتردديش فاهمه !
لم يهتم تيم بل بشقيقته ثم اخذ زوجته....
اختار فهد احدي الاماكن الساحليه الخلابه ..قضت أسيف ساعات نومها بالطائره... ولم يوقظها فهد لتفتح عينيها فوجدته يبتسم لها
انبهرت أسيف بوجه طفولي
و بصمت تام منتظرا وصولهم بعد ...
انهي السائق وضع حقائبهم داخل ذلك البيت الواسع المبهر المجهز باحدث الأجهزة والمعدات ... والمطل علي ابهي المناظر الطبيعيه الخلابه لقد كان المكان مبهر بحق .. ابتسمت وانتقلت تفتح الستائر الالكترونيه تطالع المناظر ببهجه طفوليه ... و
تذكرت اخيها لكن الهاتف و انتقلت مسرعه الي حقيبتها ... لكنه ليس بها ايضااا ...
اتسعت اعينها وراحت تدور بين حقائبها تبحث عنه بلا فائده ... قررت ان تسال