الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية رحم الخېانة(كاملة حتي الفصل الأخير) بقلم ميمي عوالي

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

اسكريبت
من رحم الخېانة
الجزء الاول بقلم ميمى عوالى
بعد منتصف الليل وفى اوج برودة الشتاء دخل الى شقته الراقية وهو يخفى وجهه بوشاح من الصوف الخالص اهدته له زوجته العاشقة فريدة وما ان ولج الى الداخل حتى لمح طيفها وهى تجلس بالشرفة غير عابئة لبرودة الجو فتقدم اليها مستعجبا من استيقاظها وجلوسها هكذا فى تلك الساعة المتأخرة من الليل وما ان دلف الى الشرفة حتى قال بنبرة يشوبها القلق مساء الخير يا فريدة ايه اللى مقعدك فى البرد كده

لترفع فريدة عينيها اليه بنظرة ملؤها الالم وعينان مليئة بالدموع ليسرع بالجلوس الى جوارها متسائلا بقلق انتى بتعيطى واللا ايه فى ايه حصل لك حاجة انتى واللا حد من الولاد
فريدة وهى تتجول بين عينيه بالم كنت فين يا مراد
مراد كنت فين يعنى ما انتى عارفة انى 
فريدة مقاطعة اياه ما تقولليش ان كان عندك شغل انت مخلص شغلك وسايب المكتب من الساعة سبعة كنت فين يا مراد
مراد بلجلجة هو تحقيق يا فريدة واللا ايه وبعدين انتى ايش عرفك مشيت من المكتب واللا ما مشيتش ايه بتراقبينى على اخر الزمن
فريدة والاصرار يبدو جليا فى صوتها لاخر مرة هسالك وانا بديك الفرصة انك تدافع فيها عن نفسك كنت فين يا مراد
مراد پغضب ادافع عن نفسى من ايه مش فاهم وكنت مطرح ماكنت يا فريدة انتى مش من حقك تحاسبينى على تصرفاتى
فريدة وهى تنظر اليه بعتاب موجع لكن من حقى احاسبك على خېانتك ليا
مراد بلجلجة وهو يدير ظهره اليها خېانة ايه دى اللى بتتكلمى عنها هو اما اتأخر لى شوية ابقى خلاص بخونك
لتمد يدها إليه بهاتفها الخلوى وشاشته مضاءة وتقول ولما واحدة زى دى تبقى قاعدة فى حضنك بالشكل ده دى تبقى اسمها ايه
لينظر مراد بذهول الى صورته التى على شاشة هاتفها وهو يحتضن احدى النساء ويجلسها على قدميه ويقرب لشفتيها كأسا يبدو انه يحتوى على احد الخمور يسقيها اياه ثم يقول ببعض التردد مين اللى بعتلك الصورة دى
فريدة ودموعها تغسل وجهها هو ده كل اللى يهمك مين اللى بعتلى الصورة وماهمكش انا احساسى كان ايه لما شفت خېانتك ليا بعينى
مراد مش صورتى دى صورة متفبركة
فريدة بسخرية وهى تقترب منه لتفتح معطفه لتظهر سترة بدلته من تحته وتقول فعلا متفبركة لا وكمان اللى فبركها مالقاش غير جسمك بهدومك عشان يحط عليها وشك مش كده
الصورة صورتك يا مراد ومافيش داعى ابدا للكدب والملاوعة
مراد بتبرير كل راجل منا بيحتاج وقت يفك فيه بعيد عن كل المسئوليات اللى على اكتافه ايه يعنى لما انبسطلى شوية ايه كفرت ثم انتى عارفة انا بحبك اد ايه ومهما بيحصل برجع لحضنك كل ليلة وعمر حبى ليكى ما قل ولا ضعف بالعكس حبى ليكى بيزيد أضعاف مضاعفة كل يوم عن اللى قبله كل الحكاية انى بجدد طاقتى وحبى ليكى
لتنظر له فريدة پصدمة وذهول فكانت تظن انه سيندم ويقدم الاعتذار تلو الاخر وهو يطمع فى مغفرتها ولكن ان يكون له مبرر فهذا ما لم تتوقعه ابدا فقالت انت بتبرر خېانتك ليا بتبرر لى انك رجعت زى ما كنت بعد ما وعدتنى انك هتبقى بنى ادم جديد بتبرر لى عدم اخلاصك ليا اللى الله اعلم من امتى
مراد انا مش ببرر حاجة وبعدين انا ماخونتكيش انا بس كل الحكاية انى قعدت شوية مع اصحابى شربنا كاسين وخلاص اما بقى الصورة دى فاحنا كنا بنهزر مش اكتر يعنى بلاش تعمليها حكاية على الفاضى احنا حياتنا ماشية بمثالية بيحسدنا عليها كل اللى حوالينا بلاش تعكريها باسباب مالهاش اى صحة
فريدة بذهول وڠضب فى ذات الوقت واخد واحدة فى حضنك بتسقيها وبتشرب معاها خمړة وبعد كده تقوللى بتهزروا من امتى بتشرب خمړة من امتى بتغضب ربنا وانت بتهزر يا مراد مش خاېف احسن انا كمان اهزر بنفس اسلوبك مش خاېف لا اقعد على رجل اى راجل واشرب معاه كاسين وانا بهزر زيك كده
لم تشعر فريدة بيده الا وهى ترتطم بوجنتها وهو يهدر باسمها پغضب ولكنها شعرت بدوار شديد من اثر صڤعته لها وهى تستدير پعنف لتسقط برأسها مصطدمة بزجاج المائدة ليسقطان سويا على الارض محدثين دويا هائلا زاده سكون الليل ضوضاءا ليفيق مراد من صډمته على صړاخ صغيريه وهما يشاهدان امهما ارضا دون حراك والډماء تغطى وجهها ورأسها
ليهرع اليها وهو يرفعها من الارض ليجد ان قطعة من الز جاج قد رشقت بجانب رأسها محدثة  ليأمر صغيريه بالرجوع الى غرفتهما حتى يذهب لنجدة والدتهما بالمشفى وحملها وهرع بها الى الخارج ولم يدرى كيف وصل الى المشفى ولكنه وجد نفسه يجلس وحيدا امام غرفة العمليات ويديه وملابسه تلوثهما دماء زوجته وفى وسط تخبطه سمع رنين هاتفه لينظر الى شاشة هاتفه ليجد ان المتصل ما هو الا شريك عمله مأمون ليزفر مراد انفاسه ويجيب بخفوت ايوة يا مأمون
مأمون بلهفة تتضح من نبرات صوته ايوة يا مراد انت فين نادر اتصل بيا وهو مموت نفسه من العياط ايه اللى حصل لفريدة انت فين
مراد بتيه انا فى مستسفى وفريدة فى اوضة العمليات
مأمون وصوته يعكس هرولته على درجات السلم انا جايلك حالا بس قولى ايه اللى حصل لفريدة
مراد وقعت براسها على الترابيزة وفى حتة ازاز كبيرة دخلت فى رأسها
مأمون بهلع يا دى المصېبة يا دى المصېبة اقفل يا مراد انا جايلك حالا
مراد بانتباه مأمون
مأمون وهو يدير سيارته قول بسرعة عاوز ايه
مراد اتصرف وشوف حد يروح للولاد يطمنهم ويفضل معاهم
مأمون باستياء انت لسه فاكر مافيش فايدة فى استهتارك ده اقفل يا مراد الله لا يسيئك اقفل

ليعيد مراد الهاتف الى جيب بنطاله وهو يتذكر علاقته بمأمون مأمون نصار ومراد السعدنى وفريدة مختار مثلث الاصدقاء الشهير بالجامعة كلية الهندسة كانوا قلما يفترقوا ونمت قصة حب عڼيفة بين مراد وفريدة تكللت بزواجهما فور تخرجهما فما المانع وعائلاتهم تتمتع بكل مقومات الثراء
و قرر الاصدقاء الثلاثة انشاء مكتب هندسى يضم ثلاثتهم مشاركة مادية وعملية واستمرت فريدة تشاركهم العمل يدا بيد حتى انجبت نادر وهو اول ابنائها والذى يبلغ من العمر حاليا سبع سنوات وقررت ان تعاونهم من المنزل وقت فراغها لتكون بالقرب من ولدها ولكن بعد انجاب نهلة والتى تبلغ الان اربع سنوات قررت التفرغ كليا لابنائها ليتحمل مراد ومأمون مسئولياتها العملية
لينتبه مراد على صوت خطوات مهرولة وعند رفع بصره وجد مأمون يهرول اليه شاحب الوجه يبدو على ملامحه الفزع وما ان اقترب اليه حتى قال بلهفة واضحة طمننى مافيش جديد
مراد وهو يحرك رأسه بنفى ماحدش خرج من ساعتها
مأمون بړعب جلى ايه اللى وقعها بالشكل ده هى كانت تعبانة وماقلتليش
مراد بخجل اتخانقنا سوا
مأمون باستغراب اټخانقتوا ليه وافرض برضة ايه اللى وقعها بالشكل ده
مراد بتردد نرفزتنى فضړبتها بالقلم ما كنتش اعرف انها هتطوح بالشكل ده كل حاجة حصلت فى لحظة ما اعرفش ايه حصل
مأمون پصدمة ضړبتها ضړبت فريدة يا
 

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات