الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية بغرامها متيم (كاملة جميع الفصول) بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 4 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


بشدة ولو علم مجيئها الى بيته لسح قها 
ثم طلبت من هانم أن تأتي معها إلى غرفته ووصتها أن لاتتركها وتنزل أيا كان السبب 
صعدت معها إلى غرفته وفور دلوفها نظرت إليه بوجه حزين وعيناي يملؤها القلق والتوتر من مرضه الذي جعله مكث في التخت أكثر من ثلاثة أيام 
فور أن وقفت أمامه ألقت سلامها المملوء بالعشق والاشتياق له 

_ ألف سلامة عليك ياماهر الظاهر إن دور البرد شديد عليك قوووي.
قبل أن يرد هتفت هانم من ورائه بحزن مماثل وهي تمسك أسفل ذقنها بإحدى يديها 
_ أه والله يابتي دي حتى ما أكلش حاجة من امبارح وكل وكله حاجات متشبعش عيل صغير 
وأكملت وهي تلوى شفاها بامتعاض
_ صحيح صدق المثل اللي قال برد الصيف أحد من السيف.
كان ماهر يستند على التخت بنصف جسده وهو يرتدي تيشيرت من اللون الأسود وذقنه نابتة بعض الشئ ونصف جسده الآخر يعتليه غطاء خفيفا 
ثم نظر إلى رحمة وهو يبتسم برجولته المهلكة لقلبها بنبرة صوت متحشرجة من أثر مرضه
_ الله يسلمك يارحمة متقلقيش أني زين أهه الحمد لله عمر الشقي بقي 
واسترسل حديثه وهو يطلب من هانم برزانة 
_ اعملي فنجان قهوة لرحمة يا أم محمد .
أشارت هانم بيمناها ناحية عينيها 
_ من عنيا يا أستاذ بس مش قهوة بقي أني هجيب الوكل اللي عميلته ومرضتش تدوقه وهي توكلك بيدها وكمان تاكل وياك هتلاقيها لسه متغدتش .
كادت رحمة أن تعترض وهي تنظر لها نظرات تحذيرية أن تخرج وتتركها وحدها معه في غرفته لكن أكملت هانم برجاء 
_ وه دي جوزك يابتي مش حد غريب وكلها أسبوعين وتتجوزو وبعدين يهون عليك دي ياحبة عيني مدقش الزاد من عشية .
تنهدت رحمة بأنفاس مضطربة ثم أشارت إليها بالموافقة كي تنهي تلك الجلسة وتعاود إلى المكتب قبل أن ينكشف أمرها 
ثم استمعت إلى صوته الرخيم من أثر الإعياء بنبرته المبحوحة وهو يشاغبها كالمعتاد 
_ مكنتش أعرف اني هتوحشك اكده وانك مش هتقدري على بعدي يومين ولا تلاتة وألقاكي قدامي 
وأكمل بغمزة من عينيه تصاحبها المشاغبة 
_ دي الظاهر إني ليا تأثير جامد قوووي اللي يخلي الباش محامية رحمة المهدي تاجي اهنه لحد أوضتي على
ملى وشها .
احمرت وجنتاها خجلا من تلميحات ذاك العابث الذي لم يمنعه مرضه عن مشاغبتها واستغلاله فرصة تواجده معها بغرفته 
تبسم ضاحكا لخجلها البائن على معالمها ثم اعترف لها بصوت أجش خشن وعيناي هائمة بها 
_ وحشتيني قووي على فكرة .
مازالت على خجلها وذاك القابع بين أضلعها يخفق عشقا له ثم رددت بعشق مماثل 
_ وانت كمان وحشتني قووي وبصراحة مقدرتش مجيش وأشوفك وانت صوتك في التليفون كان باين انك تعبان قووي قلقت عليك وبصراحة أكتر مش متعودة على وجودي في المكتب من غيرك .
تحرك من مكانه وأصبح يجلس على حافة التخت بالقرب من مقعدها ثم مد يداه لها طالبا منها بابتسامته الهادئة 
_ مسلمتيش علي .
نظرت حولها خجلا من يده الممدودة ثم مدت يدها على استحياء تبادله السلام فهو زوجها 
وما إن تلامست يداهما حتى شعرت بسخونة يداه التي احتضنت كلتاهما كفها بإحكام وهو يطبق عليهما 
وفي حالتهما تلك لايطلق عليهم سوى المقولة 
الحب ليس رواية شرقية في ختامها يتزوج الأبطال الحب أن تظل على الأصابع رجفة وعلى الشفاه المطبقات سؤال 
حاولت افلات كفها بهدوء ولكنه ترجاها بنبرة احتياج لوجودها بجانبه فهو كان يسكن الغرفة وحيدا طيلة الثلاثة أيام المنصرمة وما كان يجعله محتملا غير محادثتها على الهاتف وقتا طويلا 
_ بتشدي يدك ليه خليهم حاسس معاهم بالدفا .
أحست من نبرته المترجية ضياعه فسألته وهي تحتضن يداه بكفها الآخر بتملك كي تشعره بوجودها بجانبه وتسائلت بقلق 
_ مالك يا ماهر حساك متضايق اكده ومتغير وحاسة إن ملامحك حزينة 
تنهيدة حارة خرجت من صدره تؤكد إحساسها ثم سحب يداه ورفع الغطاء عنهما ثم اعتدل بجلسته على التخت ومد قدماه أسفله ثم سحب يدها مرة أخرى ودف نها بين كفاي يداه بتملك وأجابها وهو ينظر داخل عيناها
_ مش عارف يارحمة بقيت حاسس اني اتعودت على وجودك في حياتي لاااا مش اتعودت دي أني أدم نت وجودك جنبي وبقيت بخاف من الفراق أو أي حاجة تحصل تخلينا نبعد عن بعض ومنكملش 
واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الشجن
_ بس خسارتك انت بالذات يارحمة هتوبقى ډم ار ماهر الريان .
أخذت نفسا عميقا تستحضر به كما من الطاقة داخلها كي تستطيع محو ذاك التشتت من قلب ماهرها رجلها الذي ح اربت لأجل أن يكن لها وتحملت معه عاما صعيبا كي يصلا إلى طريقهما ذاك 
_ طب ليه بس تفكر بالطريقة اللي ټوجعك داي أنا ليك ياماهر مهما طال العمر ومعاك هكمل عمرى بإذن الله وبيك دنيتي اللي مشفتش الحب والعشق اللي فيها .
احتضن وجنتها بين كفاي يداه وبعيناي هائمة بها رددها بقلب يخفق ولها بها 
_ بعشقك ياقلب ماهر اتوحشتك قوووي واتوحشت شقاوتك وكلامك وهزارك ومقالبك كل دي في تلت أيام بس ومن الواضح إن الثانية في بعادك قلبي مهيتحملهاش .
كانت أمامه فاقدة للوعي وكأنها مسلوبة الإرادة سحبتها عيناه الجذابة بكلماته المعسولة إلى عالمه أكثر وأكثر 
ثم تحدث خوفا عليها وهو يريد أن يجذبها إلى أحضانه ويشبع من دفئها ويعطي قلبه بضعا من الإحتواء والإحساس بالشبع قليلا لعناقها ولكنه سحب يداه وابتعد عنها معللا پخوف عليها 
_ طب هبعد عنيكي بقى علشان ماتخديش البرد مني ووقتها مهتحملش أشوفك مرضانة .
ربتت على قدمه بحنو
_ ولا يهمك يامتر متقلقش علي أنى مأمنة حالي وأخدت المصل اللي بيتاخد للبرد .
_ ماشاء الله عليكي واخدة بالك من حالك قوووي ... جملة دعابية نطقها ماهر وعقب عليها وهو يغمز لها بعيناه 
_ طب لما نتجوز بقى وتاجي اهنه الأوضة داي وتوبقى حرم خط المحاكم ابقي اعملي حسابك تهتمي بيه في الحاجات داي علشان هو ضايع خالص ومش بيهتم غير بحاجات تانية بس بصراحة ماهر فيها قوووي .
كان يتحدث وعيناه جالت ناحية التخت مما أخجلها بشدة بطريقته الجديدة كليا عليها فهي لم تعهده عابثا قبل ذاك 
فعلى الفور قامت من مكانها كي تستأذن منه فهو أخجلها بكلماته ولكنه انتصب واقفا وأمسك يدها واليد الأخرى احتضنت خصرها بقبضة فولاذية ورغم مرضه إلا أن رائحته تغلغلت أعماق صدرها مما جعلها تغمض عينيها بانتشاء من اقترابه المفاجئ لها 
لاحظ تيهتها وأن أنفاسها حبست داخلها من قربه مما جعل القشعريرة تجري في جسده هو الآخر ثم داعب وجنتها بإبهامه وهو يهمس لها 
_ على فين يارحمتي هي مش هانم قالت لك اني ما دقتش أي وكل من عشية اكده تمشي وتسبيني جعان .
فتحت عيناها بخجل من محاصرته لها ثم نطقت بصعوبة بالغة من توترها من اقترابه المهلك 
_ أمممم .. ماهو أني لازمن أمشي دلوك علشان متأخرش وانت عارف عمران أخويا واقف لي على الواحدة اليومين دول ومطايقش شغلي معاك في المكتب من ساعة ماكتبنا الكتاب .
زفر بحنق من عقل ذاك العمران وتفكيره في إبعادها عنه ثم هتف بنبرة منزعجة
_ هو أخوكي عايز ايه بالظبط وماله مركز معايا قووي اكده ! أني جوزك لو هو بيتعمد ينسى .
حركت أهدابها الكثيفة بضيق وأجابته بتعقل 
__ عمران بېخاف على شويه وشايف ان دماغي متهورة ومچنونة وطبعا صغيرة لسه زي مابيقول علشان اكده محبكها معانا 
ثم أكملت وهي تمط شفاها بدلال كي تجعله يهدأ تجاه عمران 
_ وبعدين ياموري هو انت مش لازم تتحمل علشاني أي حاجة ولا ايه 
أثارته بدلالها ثم حاول التحكم بحاله وتقدم منها أكثر بخطوات بطيئة متمهلة وهو يطالعها بنظرات عاشقة بنيران غيرته الچنونية من تحكم عمران بهما 
_ عادي كلها أسبوعين ومش هيقدر يفتح بقه معاي 
ثم أبدل نظراته الچنونية إلى أخرى هائمة وأكمل
_ ونتجوز ووقتها أني بس اللي هتحكم فيك وكلك هتوبقى ملكي وبتاعتي .
رفعت شفتيها الأعلى باستنكار فلم يعجبها كلامه 
_ وه ايه ملكي وبتاعتي داي ! هو إنت اشترتني ولا ايه 
شدد على خصرها بتملك ثم أجابها وهو يحرك رأسه للأمام 
_ أه قلبي اشترى قلبك وعقلي وروحي وكل حواسي امتلكوكي مش قلت لك قبل اكده عشق ماهر الريان متملك ومختلف وانت أصريتي وخرجتي وحش العشق المدفون اللي كبتوا جوايا سنين وقلت لي هتحمل ياماهر .
دغدغ مشاعرها بنبرته المتملكة لها ورغم شعورها بتحكمه الزائد إلا أنه استطاع بنظراته الممتلئة بغرامه المتيم لها أن يجعلها تحتاج المزيد منه ومن اقترابه فكم كان ذاك الماهر ماهرا بحق في جعلها هائمة في سماء غرامه 
ثم همست برقة 
_ طب براحة شوية عليا علشان أني مش قدك وبقولها وبعترف بيها .
_ وه راحة مين داي ! دي انت لازمن توبقى قدها اكده علشان متهنجيش ياعمري ... جملة ماكرة نطقها ماهر وهو مازال متملكها من خصرها ثم لاحظ سخونة جسدها في اقترابه فاستغل ذلك واقترب من وجهها كي يخطف شفاها ويهدئ من ثورة جسده في اقترابه ولكن قبل أن يصل إليها استمعا كلتاهما إلى دقات على باب الغرفة من هانم تستأذنهم في الدخول فابتعد عنها وهو يمسح
على شعره بضيق من دلوفها في ذاك الوقت وأخذ يلعنها سرا 
ثم أذن لها بالدخول
_ ادخلي يا أم محمد وربنا ما يقطع لك عادة .
ضحكت رحمة بخفوت على طريقته وضيقه وحمدت ربها سرا مجئ هانم في اللحظة المناسبة 
وضعت لهم الطعام ثم نظرت في وجه ماهر مرددة بتكبير
_ اسم الله عليك يا أستاذ عيني عليك باردة 
وأكملت حديثها وهي تربت على ظهر رحمة 
_ الظاهر إن صحتك جت على مجية الغاليين .
شكرتها رحمة بامتنان 
_ حبيبتي يا أم محمد يا أم لسان عسل انت .
ابتسمت لها هانم بحنو ثم ذهبت ناحية الباب قاصدة الخروج قائلة باستئذان 
_ أني هنزل بقى وهسيبكم تاكلوا براحتكم عقبال ماعملك حاجة سخنة تشربها وأجيب لك الدوا .
خرجت من الغرفة وجلست رحمة أمامه وهي تأمره بابتسامة جدية 
_ اتفضل يامتر خلص الوكل دي كلاته ولما أشوف كلامك المعسول دي صوح ولا له 
يعني المفروض ان نفسك تتفتح وأني وياك .
رفع حاجبه ناطقا بمكر 
_ له نفسي هتتفتح لما توكليني بيدك .
_ وه عيل اصغير اياك ! نطقتها رحمة بتعجب من أفعاله الصبيانية ثم عقب هو بنظرة مشاغبة 
_ وماله لما أرجع عيل صغير وياكي يارحمتي .
ظلا كلاهما يشاغب الآخر وقضيا ساعة مرت عليهم وكأنها دقيقة ولكن الساعة في عمر الحبيب وحضرته تمر سريعا 
وأثناء اندماجهما استمعا الى دقات هانم على باب الغرفة ثم دلفت إليهم بوجه لايبشر بالخير ما إن رآه ماهر حتى سألها بملامح متعجبة 
_ ايه يا أم محمد في ايه وشك

ماله مقلوب اكده ليه 
تحمحمت بضيق وتلعثمت في
 

انت في الصفحة 4 من 48 صفحات