رواية بغرامها متيم (كاملة جميع الفصول) بقلم فاطيما يوسف
ذاك الطبيب هادرا به
_ وانت ايش تكون عشان تؤمرني اخرج او ما اخرجش انت ما تعرفش انت بتتكلم مع مين !
انا الدكتور فارس ابن الدكتور عماد الالفي الحاصل على جايزة نوبل في في جراحة القلب ويمتلك اشهر مراكز عالمية للقلب اكيد تعرفه من فضلك فوقها من غير كلام كتير عشان تعرف انا ممكن اعمل ايه لو طولت اكتر من كده .
تفحص نبضها وقام بعمل اللازم لإفاقتها وفي غصون نصف دقيقة بحركات طبيب ماهر قام بإقاقتها مما جعل الواقف يندهش لمهارته وداخله ينظر إلى المكان بأكمله نظرة اشمئزاز من تواجده فيه فهو كان يدير أكبر مركز عالمي لأبيه في أمريكا بعد أن تخرج من كلية الطب بعام واحد
_ حمد لله على سلامتك ياداكتورة متقلقيش عمر الشقي بقي .
صارت تحرك أهدابها الكثيفة بعشوائية وتلك حركتها المعتادة عند تعرضها لمواقف صعبة ثم شكرت ذاك الطبيب بامتنان وهي تحاول الاستناد على جزعيها كي تعتدل من نومتها
ألقى الطبيب سماعته على المكتب المجاور للتخت ثم ردد بنبرة خلوقة
_ لاشكر على واجب ياستي بس انت بيجي لك اختناق وحالتك بتقلب لما تركبي الاسانسير للدرجة داي .
كان ذلك الواقف يستمع إلى حوارهما ورقيهما في الأخذ والرد على بعضهم واندهش من التعامل معه هو خصيصا بتلك المعاملة الشنيعة في وجهة نظره ثم أجاب بدلا عنها وهو يتحرك بأقدامه كي يقف أمامها وهي لم تكن تراه بعد
اتسعت مقلتيها من رد ذاك المتسلط الغير معقول بالمرة ثم استجمعت قواها ونزلت من على التخت ووقفت أمامه ونظرات الشړ تتطاير من سوداويتها كله يب مش تعل لو طاله حرارته فقط لتحول الي رماد من شدة ڠضبها منه وهدرت به
رمقها الأخر بنفس نظراتها الن ارية وانف جر بها كالبركان وخرج من فمه ألفاظا تأثير الحمم البركانية أهدئ من تأثيرها على تلك الفريدة وهو يردد بفحيح كس م الأفاعي
_ أنا هعرفك قليل الأدب هيعمل فيكي ايه ان ماخليتك تترمي تحت رجلي وتتمني العفو والصفح على اللي هعمله فيكي وبردوا مش هرحمك علشان تبقى تطولي لسانك ده قوووي على أسيادك يابت إنت .
ثم تركها وغادر المكان بخطوات شموخ وكبرياء وقامة مرفوعة وهو يتوعد داخله بأنه سيريها أشد أنواع الهلاك على يديه ولكن قبل أن يغادر سمع ماجعله ارتد للخلف بخطوات سريعة وهي تردد بثقة وكبرياء أنثى دعست كرامتها
_ سيد الناس مداس يابتاع إنت
ومتخلقش لسه اللي يوطي راس فريدة حجاج للأرض وعمرها ماتركع وتطلب الصفح غير للي خالقها واصل ولو حطو السيف على رقبتي أكرم لي اني أطاطي لواحد زيك .
لو كانت تعلم ماهذا الفارس وما وراءه من حكاوى عن أصله وفصله كانت ابتلعت لسانها والتزمت الصمت وتفوهت ببنت شفة ولكن لم يسعفها لسانها الحظ ولم تسعفها كلماتها بأنها أدخلتها صيد العقارب وأن القادم لتلك الفريدة ډم ار لامحالة
رجع إليها واقترب منها وعلى حين غرة صفعها على وجهها بيد قوية أثرها علم على وجهها ببراعة فقد جعلته يستشيط ڠضبا من كلماتها ولم يهمه ض ربها بتلك القسۏة
اڼصدمت من فعلته تلك وم ات الكلام على لسانها فما اقترفه الآن في حقها لم يفعله أبيها يوما من الأيام وكل ذلك حدث في غصون ثواني أذهلت ذاك الطبيب الواقف الذي سحبها فورا وراء ظهره خوفا أن يكرر فعلته الشنعاء تلك وهو يصيح به بصوت غاضب
_ انت اټجننت إزاي تمد ايدك على زميلة ليك في مكتبي وبالمنظر ده ! أنا مش هسكت عن اللي حصل وهنعرف ناخد حق الإهانة لينا وض ربها ومد يدك عليها بالقانون ومش هنعمل زيك ونوبقى همجيين .
ثم تحرك تجاه الباب وهو يطرده للخارج
_ ودلوك اتفضل اطلع برة مكتبي ميشرفنيش وجودك فيه .
أما هي انطلقت بأقدام مسرعة ووقفت أمامه وهو ينظر لها من أعلى لأسفل نظرة سافرة تشبهه وعلى حين غرة فعلت مثله وصڤعته بيدها الرقيقة صڤعة مدوية لتقول بعيناي يملؤها الانتصار
_ مبسيبش حقي يبات برة باخده وقاتي القلم ده من يد صعيدية عمرك ماتنساه ياقليل الرباية.
وانطلقت مسرعة من أمامه كي تنهى تلك المهزلة ودموع عينيها انهمرت على وجنتها مما فعله بها ذاك الأحمق عديم الرباية
أما ذاك الطبيب يقف مذهولا وكأنه أمام مشهد سينمائي لم يراه على الشاشات من قبل من عمق تجسيده
أما ذاك الفارس فر من مكتبه بعد أن رمقه بنظرات ح ارقة مرددا
_ ان ماوديتك إنت وهي ورا الشمس مبقاش أنا فارس الألفي .
وغادر المكان ذاهبا إلى مدير المشفى كي يعرفه بحاله ويقسم داخله أنه سيريهم من الويلات أهولا ولكن بتأني ففي وجهة نظره أخذ الحق حرفة
أما تلك الفريدة دخلت مكتبها وأغلقته ورائها وتوارت خلفه وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها على ماحدث لها من ذاك الأحمق الذي قدر الله لها رؤيتها اليوم وحدوث ماحدث
وأثناء بكائها أنفها اشتمت رائحته في يداها بغزارة فأصابها الذهول من تلك الرائحة
التى اقټحمت أنفها وتسائل داخلها وعلامات وجهها ثائرة للغاية
على الفور أخرجت هاتفها من حقيبتها ثم نظرت في مرآته وهي تتحقق من مظهرها ووجدت حجابها موضوعا بإهمال على راسها وبعض خصلاتها هبطت على عينيها لأول مرة يحدث ذلك منذ أن ارتدت الحجاب من صغرها
فخلعت الحجاب وجدت شعرها مبعثرا وليس على هيئته أمسكت أخر خصلاته وللعجب أنها اشتمت نفس رائحة البرفيوم الخاص به فما أصابها بالإخت ناق أيضا في المصعد هي رائحته النفاذة بطريقة لاتوصف
دب الړعب في أوصالها من ماذهب إليه تفكيرها من هذا الحقېر
كيف له أن يفعل فعلته الشنعاء تلك ويستغل غيابها عن الوعي ويفعل بها مافعله !
اڼهارت كثيرا كلما اكتشفت في هيئتها المبعثرة شيئا آخر بل کاړثة من وجهة نظرها وما جعل الړعب يدب أوصالها أنها رأت مقدمة كنزتها مفتوحة وبدأ عقلها يرواضها أن ذاك الأحمق يستحق أن تفرغ فيه ألف رص اصة وأن تمسك سك ينا حادا وتق طع به يداه التي مدت عليها واستغل غيابها عن الواقع
كادت أن تذهب إليه وتلقي في وجهه عبارات الس ب والق ذف وأن تجعله لم يسوى شيئا بين الرجال ولكنها ترددت وامتنعت في أخر لحظة وأغلقت الباب مرة أخرى وقد قررت أن تن تقم لخصوصيتها التى اقتحمها ذاك المتح رش بطريقة مكر حواء الذي لم ولن تتركه إلا وهو ملقى تحت قدميها معتذرا عما بدر منه وداخلها يصمم أنها ستجعله حصيدا كأن لم يغن بالأمس
ولكن هل ستستطيع تلك الفريدة مراوضة ذاك المتح رش أم للقدر رأي أخر
هبطت رحمة من سيارتها التي اشتراها لها أبيها منذ أسبوعا واحدا أمام فيلا ماهر البنان عندما علمت بمرضه الشديد من صوته التي استمعت إليه في الهاتف فلم تتحمل معرفتها بإعيائه فأتت على الفور
دلفت إلى الحديقة الواسعة المزينة بالأشجار الخضراء المنمقة بمظهرها الرائع الخلاب
ويتوسطها حمام السباحة بمياهه الزرقاء الصافية وحوله الأزهار والورود من مختلف الأشكال والالوان بترتيب رائع ويبدوا أن أحدهم يراعي تلك الورود بحرص
وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق وأغصان الأشجار مما يبعث في النفوس الفرح والسعادة
كان في الحديقة رقعة كبيرة من المساحات الخضراء التي تبعث في النفس الهدوء والسکينة
حيث كانت الأشجار كبيرة وعالية وذات اللون الأخضر الساطع وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق الأشجار يمينا ويسارا
كما كان هناك الكثير من الزهور والورود الجميلة منها الأبيض والأحمر والأصفر ودرجات كثيرة من الألوان.
بالإضافة إلى رائحة الورود الجميلة ورائحة الورد البلدي الرائع
تلقائيا ارتسمت ابتسامة على وجهها تعنى الشعور بالراحة والاسترخاء والطمأنينة لقلبها لدلوفها ذاك المكان
أخذت نفسا عميقا وهاتفته كي تجعل العاملة الموجودة بالمنزل تفتح لها الباب
بعد ثواني وجدت الباب ينفتح وهانم تفتح لها الباب بابتسامة بشوش ونطقت
_ اتفضلي يا أستاذة نورتي مكانك .
ابتسمت لها رحمة وهي تمد لها يدها كي تسلم عليها فهي لاتحبذ التعامل بطريقة فرق الطبقات مع أي شخص وهي تردد سلامها بنفس البشاشة
_ ده نورك يا أم محمد مش اسم ابنك بردوا محمد
مدت العاملة يدها بوقار وقد انفتح قلبها لتلك الرحمة ومن مجرد سلام فقط استشفت روحها الجميلة في التعامل وأنها ليست بكبر
_ اه ياحبيبتي اسمه محمد اسم الله عليه في كلية ألسن في السنة الأخيرة والأستاذ ماهر الله يستره قال لي هيشغله معاه في مكتبه مترجم للفاكسات والمسؤل عن القضايا اللي بتاجي من برة وعلشان اكدة راوشني بكتب القانون اللي بتوبقى بالانجليزي داي ومخلص فلوسي عليها .
شعرت رحمة بالفخر بذاك الماهر الذي يثبت لها دوما أنه رجل أفعال بقلبه الكبير الممتلئ بالشهامة ثم ربتت على كتفها بحنو وكأنها تعرفها منذ أعوام فطبيعة رحمة أنها من ترتاح لهم من أول وهلة تعتبرهم من عائلتها
_ ربنا يفرح قلبك بيه ويوبقى حاجة زينة تفتخري بيه ويبارك في اخواته
ثم نظرت حولها وعينيها مشطت أرجاء المكان
_ أمال فين المتر وصحته كيفها دلوك
امتلئ ۏجع هانم بالحزن على ماهر فهي تعتبره مثل ابنها الذي وهبه الله لها بعد عمرا طويلا وتلته أختاه بكرم منه على عباده ثم أجابتها
_ والله ياحبة عيني مارضي ياكل ولا يشرب حاجة ومكتفي بالمحاليل وشكل دور البرد شديد عليه قووووي .
ضمت رحمة حاجبيها بحزن على زوجها وحبيب روحها فهي لم تتحمل أن يكون مريضا ولم تأتي لزيارته ولو علم أبيها أو أخيها مجيئها الى هنا لأقاموا عليها الحد ولكنها تشتاقه كثيرا فهي لم تراه منذ ثلاثة أيام وقررت أن تأتي اليوم وتراه وتمشي على عجالة قبل أن ينكشف أمرها وحتما ستسطر نهايتها فعمران أخيها يضع
عيناه عليها بتركيز فهو يغار عليهم