السبت 28 ديسمبر 2024

رواية آصرة العزايزة (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

لها باب سيارتها بيجو 3008 حمراء اللون .. صعدت ليلة والحماس يتطاير من صوتها كما تتطاير خصلات شعرها البنية في الهواء 
أشوفك على خير يا عم حسن ..
باستسلام 
ربنا يسلم طريقك يا بنتي ويوقف لك ولاد الحلال ...
عودة لقصر العزازي 
يا خبر !! ودي تيجي يا عمتي تقفي تطبخي وأنا موجودة ده أنا عليا شهقة ملوخية مفيش بعديها . 
قالت زينة جملتها وهي تتناول المغرفة من يد صفية وتتأهب لإعداد الوجبة بدلا منها كي تنال رضاها .. سحبت صفية المقعد وجلست فوقه بتعب وهي تتأوه 
شالله تعيشي يا زينة يا بتي .. 
ثم نادت على فردوس التي لبت النداء على الفور 
استعجلي خضر يا فردوس عشان ياخد الغدا للعمال في المحجر تلاقيهم وقعوا من الجوع .. 
ما كادت أن تتحرك ولكنها أوقفتها قائلة 
وروحي المطبخ الكبير قولي للبنات يشهلوا ويبطلوا مياعة وهيء وميء الضهر جيه وهما لسه مخلصوش الوكل للناس .
فردوس بطاعة 
حالا يا ست صفية ..
جاءت نغم في تلك اللحظة مهللة 
أنا فضلت واقفة فوق راس البنات لحد ما خلصوا كل الوكل يا خالة ..
ثم طبعت قبلة على كتف خالتها وهي تحملق النظر بزينة 
شوفتي محدش حاسس بيكي غير نغم .
ربتت صفية على كفها بحب 
ربنا يباركلي فيكي يابتي .. 
ثم همست لها 
أوعى تفكري الأم هي ال ولدت لا دي اللي ربت يا عبيطة الله يرحمها أمك سابتك حتة لحمة حمرة وأنا اللي ربيتك وكبرتك ودخلتك كلية التجارة زي ما أمك كانت عايزة بتها تحون متعلمة ومتنورة .
دب الغيظ بقلب زينة التي تركت الطعام وانضمت لحديثها قائلة 
يعني أيه الحديت ده يا عمتي !! وأنا يعني مش بتك ولا نابني من الحب جانب .
ألتوى ثغر نغم بضيق 
واحدة وخالتها حاشرة نفسك ليه بيناتهم يا زينة ! ياباي منك . 
لكزتها زينة بغيرة نسائية وجلست تحت يدي عمتها 
عاجبك حديتها الماسخ ده يا عمة !
ضحكت صفية من جنانهن 
أنتوا على طول ناقر ونقير إكده ! مولدين فوق روس بعض !!
حملقت نغم باستنكار 
أنا نقري من نقر دي !! محصلش الا لو هي ال عينها مني .. عشان أنا الأحلى . 
زينة بامتعاض 
ما تحاسبي على كلامك يا ست نغم أنت ناسية أنا مين وأبويا منين ! ولو على الحلاوة النجع كله بيتحاكي بجمال بت صالح العزايزي .
وضعت نغم يديها بخصرها وهي تزيح شعرها الأسود جهة كتها الأيمن 
وقالولك أنا اللي جاية من الشارع أياك يا زينة !! . 
رمقتها زينة باستهزاء ثم سحبت المقعد الخشبي والتصقت بعمتها 
يعني يا صفية لو قالولك اختاري واحدة بس تكون مراة هارون ولدك هتختاري مين ! 
جرت نغم مقعدها والتصقت بخالتها من الجهة الأخرى بمزاح 
آكيد أنا متعلمة كيف هارون وراسي توزن بلد وأنسب واحدة ليه . 
صړخت صفية بوجههن 
انا عن نفسي قولتله اجوزك الاتنين عشان اخلص منكم ومنه ومن خوتتكم دي .. أنا كبرت ومعتش حمل المناهدة دي ! 
هب الاثنتان بنفس واحد وبأعين متحمسة 
هاه وايه قوله !
تفوهت بملل بعد ما فاض صبرها من ابنها وبنات أخواتها 
لعڼ الجواز على اللي عايز يتجوز وبصراحة عنده حق أنتوا الجوز تجيبوا الفقر .. قومي يا بت منك ليها شوفي لك مصلحة ... بدل ما سادين نفس الولد عن الجواز إكده .
امتنعت نغم بشدة 
أنا ابقى ضرة دي ! 
هزت زينة رأسها بكيد انثوي 
ومالها دي يا عينيا !! ناقصة أيد ولا رجل !! 
دخلت هيام أختهم الكبرى عليهن وهي تحمل جبال الهم فوق ملامحها فنظرت لها نغم بترحاب 
أهي عروستنا وصلت أهي !! 
تدخلت زينة عندما لاحظت وجهها الشاحب 
وه وه!! مالك لاوية بوزك يا عروسة ولا كأنك هتتجوزي أخر السبوع .
تجاهلت حديثهن واسئلتهن الفضولية 
فين هارون يا أما ! 
نزل شغله ياهيام يشوف مصالحه ..
جلست هيام تحت قدمي أمها بأعين باكية 
يا أما أحب على يدك انا مش عايزة اتجوز ضيا ولا قادرة أبص في وشه .. حرام عليكم حسوا بي .
قالت زينة معترضة 
ما أنت كنت رايده وموافقة عليه يا هيام !! جرالك أيه !! 
جلست نغم بمستوى خالتها وضمت كفيها 
يا حبيبتي !! هو الجواز بالعافية يا خالة البت مش رايداه ومعاها حق ضيا مين يطيقوه في النجع كله . 
تعلقت هيام بحبال كلمات نغم 
قوليلهم يا نغم أنا تعبت .. مش عايزاه يا ناس مش عايزاه .. 
تدخلت صفية بحدة المراة الصعيدية 
اسمعك تقولي إكده تاني هكسر راسك أياكي تكوني شايفالك شوفة من الجامعة بتاعتك والله اقطع خبرك عن النجع..
اڼفجرت هيام باكية 
مش عحبه يا أما .. مش عايزاه .. ولا عايزة اتجوز من أصلو أيه قولك عاد ! .
هبت رياح صفية الحاسمة 
وأحنا مش عنتجوزوا عشان الحب والكلام الفارغ دهوت يا بت بطني .. الجواز سترة للبت وعشان نحفظوا نسل العزايزة أما الحب والتقاليع دي مش في عرفنا ياضنايا..ال يتفقوا عليه الرجالة يصير وأنت وافقتي من اللول . 
ربتت زينة على كتف عمتها بيدها المكدسة بالغوايش الذهب 
روقي يا صفية الزعل غلط عليك .. هدي روحك وأحنا هنتكلموا معاها ونفهموها .
تفوهت صفية بحزم 
ولا كلمة زيادة في الحديت ديه سامعة يا بت بطني .. روح جهزي روحك وأفرحي . 
ثم سبت الحب جهرا 
قال حب وكلام مايع ملوش لون ولا ريحة !! 
فرغت هيام كالملدوغة وهي تفارق مجلسهن 
إكده يا أما ! طيب أنا هروح اشتكي لأبوي ولو موقفش جاري وربنا وقبل ماالبس الفستان لضيا هتلبسوني الكفن . 
أغرورقت العبرات من عيني صفية بحسرة 
أبوكي عيان ومش حمل هم يا بت .. خدي إهنه !! يارب خدني أنا وريحني من عيالي لا عارفة احكم على واد ولا بت .. عملت أنا ايه في دنيتي بس يارب شيعي لهلال ولدي يرقيني دي عين مراة صديق ورشقت . 
مرسى علم 
بأقدام حافية تتدلل رغد أمام بار مطبخها الذي اقترب منها هاشم بعد ما تحرر من قيود زيه العسكري مكتفيا ببنطال رياضة تاركا عضلات جسده للهواء الطلق .. تناول ثمرة من الفاكهة وجلس على أحد المقاعد وهو يسألها 
هتأكليني أيه من أيدك ... 
ردت رغد وهي تعد قطع الدجاج 
بيكاتا بالمشروم والوايت صوص وجمبها رز أبيض هتاكل صوابعك وراها .. 
جذب كفها لعند ثغره وطبع بداخله قبلة دافئة ثم قال 
أنا نفسي كدا تسيبك من الأكل الخواجاتي ده وتجربي الأكل الصعيدي ال على أصله .. رقاق بالسمنه البلدي .. فتة باللحمة الضاني .. فطير مشلتت بالعسل والجبنة .. 
تركت السکين من يدها متحمسة 
بجد يا هاشم !! أنا نفسي أوي نروح هناك وتعرفني على أهلك .. حقيقي بحاول اتخيل هما ازاي وعاملين أيه .. أنا بجد نفسي أحس أن ليا عيلة وعزوة ..
لطخ وجهه بحمرة الامتعاض واكتفى بهز رأسه بدون اهتمام 
قريب قريب ياحبيبتي .. 
شيعته بنظرة تكذيبه ولكنها غيرت مجرى الحديث قائلة 
هتنزل الصعيد طبعا !
ابتسم بهدوء لدهائها 
طبعا لازم أخد رضا صفية قبل كل مأمورية ..وكمان عشان فرح هيام أختي آخر الأسبوع .. 
رغد بفضول 
احكي لي عن الصعيد شوية .. وصفية وأخواتك كله كله ! أنا نفسي أجي معاك أحضر الفرح . 
دار إليها باهتمام 
الأول عايزة تعرفي أيه ياستي عن الصعيد ! 
برقت عينيها بحماس وهي تدنو منه قليلا 
قول لي عندكم بنات حلوة في الصعيد .. ! 
رفع حاجبه مشيدا بجمال بنات موطنه 
وهو فيه زي حلاوة بنات

الصعيد عارفة الفرق بين الفرس العربي الأصيل والأمريكي !! أنت طبعا خيالة وعارفة الفرق كويس .
اكفهرت ملامح وجهها بضيق 
والله !! وسبتهم لي بقا وجيت لي.. !
امتلأ محياه بالضحك وهو يفارق مقعده ويتحرك إليها 
عشان لقيت فرس عربي أصيل تايه في مرسى علم قلت مكنش ينفع أسيبه أبدا .. لازم يكون ملكي . 
ثم طوق خصرها بقوة وأكمل 
وأنا خيال وأعرف أقدر زين قيمة المهرة اللي قصادي . 
حاولت التملص منه مفتعلة الزعل 
مابقتش أكل من الكلام ده .. ووسع كده مخصماك ..
ثم قفلت عين الموقد وقالت بحدة 
ومفيش أكل كمان .. روح بقا للبنات الحلوين في الصعيد وهما يأكلولك . 
ذاب بين خصيلات شعرها الغجري وهو يقول متيما بتلك المراة التي جعلته يتمرد على أعراف بلدته بأكملها ويختارها 
مش مهم الأكل تيجي أعزمك أنا !! 
دارت بين يديه لتبقى يديها بعنقه ويديه مطوقها خصرها النحيل متعلقة بعينه المنكسرة في حضرة جمالها 
هتعزمني على أيه !!! 
على الباقي من عمري ليكي لوحدك .
كانت جملته التي بدأت بلهفة ثم متمهلة تدريجيا بمقدار الأدرينالين المتدفق من جسده عند رؤيتها زاح خصلة عن وجهها وسألها 
أي رأيك ! 
كل نظرة منها كانت تحمل بيان صريح لاعترافها بعشقه الذي فاق الحدود لذلك الرجل الذي غمرها بماء الحب حتى باتت لا تستطيع التنفس إلا بوجوده بالرغم من وجوده الشحيح معها لدرجة أن بعده ېقتلها مثلما يحييها قربه بالرغم من إنه لا يقدم لقلبها إلا الحب فقط الخال من أي تضحيات ولكنه قادر على زرع الزهور بصدرها بالرغم من اللاشيء الذي لا يقدمه إلا انها تعشقه 
وأنا موافقة طبعا .. هاشم أنا بحبك أكتر من أكتر حاجة في الدنيا ....
ثم ......
قد يحدث ألا يكفي المرء إلا الصمت لا مزيد من
الكلام يمكن أن يصف ما يشعر به لا مزيد من الشعور والنظرات والعبرات توفى لسعة الحب بالصدر المدجج بناره ولكن ربما للروح تنجح في التعبير لأي درجة من الحب وصل لها القلب ... 
غربت الشمس وطوت خيوط نهارها مع الهموم المعلقة بالقلوب الحائرة .. اجتمع كبار آل العزايزي وعلى رأسهم خليفة العزايزي الجالس معهم يستفسر عن أمور بلدتهم وغيرهم بالمندرة الكبيرة الخاصة بالعائلة لحسم بعض الأمور العائلية .. غادر هيثم مجلس الرجال ليهاتف أخيه 
فينك يا هارون اشحال مأكد عليهم يجوا بعد العشية ..!أبوك على آخره . 
على الطريق الصحراوي يقود سيارته بأقصى سرعة 
مشوار في سوهاج كان لازما أروح له كلها نص ساعة وأكون عندكم .. عشي الرجالة لحد ما أوصل .. وخليك جار أبوك . 
طيب يا أخوى استعجل .. ألو .. هارون الشبكة عندك ساقطة لو سامعني عجل الله يرضى عنك مش ناقصين لت وعجن ..
كرر ندائه 
هارون .. سامعني !
شرعت حبات المطر تتقطر على زجاج سيارته ربما تعلن باستقبال ضيف جديد لضواحي المنطقة .. شغل مساحات سيارته وزود من السرعة كي يلحق بضيوفه متأففا 
مش بعادتها تنطر يعني !! 
وعلى جانب الطريق تقف ليلة ټلعن حظها الذي لم يسعفها لمواصلة طريقها بدون عوائق .. توقفت جانب الطريق تفحص عجلات السيارة التي اڼفجرت أحدهن بكشاف الهاتف .. وقفت بملامح عجزها ثم ركلت العجلة بقدمها وهي تعاتبها 
لازم تعمليها يعني ..!!
ثم نظرت للسماء التي تمطر قطرات خفيفة فوق رأسها 
اااه ما كملت بقا !! أيه الحظ ده ..!
حاولت الاتصال بشريف كي ينقذها من تلك الورطة وهي تقول 
مش لازم اقلق مامي .. أي نعم شريف مش هيعديها بس

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات