السبت 28 ديسمبر 2024

رواية غرام المغرور (الفصل التاسع 9) بقلم نسمه مالك

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما.. دا انتي وبنتي اهلي وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا.. ربنا ميحرمنيش منكم أبدا يا حبيبتي ..
جذبتها إلهام لحضنها.. تضم رأسها بحنان بالغ ولثمت جبهتها بحب وهي تقول..
ولا يحرمني منكم يا ضنايا.. بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي.. انا عمري ما هضرك ولا هسيبك تضري نفسك..احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكي وانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله.. الحمدلله على كل حال..
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء..
أنتي لسه صغيره والحياه قدامك.. متدفنيش شبابك بحزنك وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك..
حركت إسراء رأسها بالنفي وهمت بالاعتراض.. لتسرع إلهام قائله بأمر..
متستعجليش وفكري الأول بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك.. انا وبنتك متعلقين في رقبتك واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا..فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح..
إسراء بطاعه.. ونعمه بالله العلي العظيم.. حاضر يا ماما هتوضي واساعدك تتوضي ونصلي سوا..
اعتلي وجهها ڠضب مفاجئ وتابعت بأصرار..
ولو ست خديجه موافقتش تشغلني.. يبقي هاخدك ونمشي من هنا ڠصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا..
بينما فارس يتابع حديثهما بهتمام شديد ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصدا غرفة ساحرته وعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه..
إيمان..
تتابع تامر زوجها المحتضن إسراء الصغيره ويمسد على ظهرها بحب ويقوم بأطعامها بنفسه ويداعبها فتدوي صوت ضحكاتها البريئه تدخل السرور على قلب من يرها..
اعتلت ملامحها ابتسامه حزينه تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها وتنهدت بصوت عال واقتربت ببطء جلست جوارهما بعدما شعرت أن نوبة ڠضب زوجها هادئه الآن..
تتأمله بأعين عاشقه.. تشتاقه حد الجنون.. منذ مۏت شقيقه من ثمانيه أشهر وهو تبدل حاله معها.. أصبح شخص أخر غير حبيبها الذي كان لا يطيق الإبتعاد عن حضنها ليله واحده..
أقتربت منه قليلا حتي أصبحت تفصلهما بضعة انشات وأغمضت عينيها لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعا وأخذت نفس عميق تستنشق عبق رائحته التي تتوق لها..
غير منتبه هو لها.. أو مصطنع عدم الإنتباه.. انتفضت بفزع وكتمت شهقه خافضه حين تحدث بأمر قائلا..
قومي حضرلنا العشا علشان البت شكلها جعانه..
قالها تامر بنبرته الصارمه والتي أصبحت جافه مع زوجته طيلة الفتره الأخيره..
كأنه شعر بقربها واشتياقها له فقرر ابعادها عنه..
ظلت جالسه بمكانها جواره تنعم بقربه للحظات.. تستجدي قلبه أن يرأف بها..
رسم الڠضب على ملامحه واستدار فجأه ينظره لها نظره دبت الړعب بأوصالها وپغضب مكتوم قال من أسفل أسنانه ..
انا مش قولت اتزفتي قومي حضرلنا عشا علشان البت جعانه.. ايه مسمعتيش..
ظنت انه سيضربها كعادته مؤخرا.. لا يتحدث بلسانه.. فقط بيده.. فرفعت يدها بتلقائيه واخفت وجهها پخوف مردده بطاعه..
حاضر يا تامر.. هقوم..
جحظت عينيه من رد فعلها وما أوصلها إليه.. أسرعت هي وانتفضت واقفه وسارت نحو المطبخ بخطوات مهروله.. أمام نظراته المنذهله..
لتتوقف فجأه دون أن تلتفت له وقد أغرقت عبراتها وجهها وتحدثت بصوت جاهدت لأخراجه طبيعا لكنه خرج مرتجف يظهر به كم قهرها وحزنها..
تامر انا عارفه أن علاجي طول أوي.. أكتر من 4سنين بتعالج ومافيش نتيجه وشكلي مش هقدر أخلف أبدا..
تشنج جسد تامر وهو يستمع لحديثها الذي أعاد عقله له وجعله يتذكر مرض زوجته وقلبها المجروح الذي زاد هو جرحه أضعاف بمعاملته

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات