رواية الشيخ والمراهقة(كاملة حتي الفصل الأخير)بقلم سارة علي
ترفض ... لقد هددتها بشكل علني ... هما لا يستطيعان الوقوف بوجهي ... كما لا تنسي بأني اصرف عليهما وحتى المنزل الذي يمكثا به بإسمي ....
ليتني امتلك ثقتك هذه ... ولكن ما كان عليك ان تخبر فارس بموافقتك قبل ان تضمن موافقة ابنتك ...
عادل بثقة شديدة
لمار ستوافق ... انا واثق ومتأكد من هذا ... لا تقلقي بشأن هذا الموضوع ...
تنهدت رجاء بقلة حيلة قبل ان تقول پألم
وحتى لو وافقت ...ماذا سأستفيد انا ...! حفيدي سيبقى بعيد عني عيني ...
اقترب عادل منها وقال
سنراه متى ما نشاء ... كما ان لمار طيبة وستعتني به جيدا ...
هل تمزح يا عادل ... لمار ما زالت طفلة ... كيف بإمكانها الاعتناء بطفل صغير ورعايته ...!
زفر عادل انفاسه وقال بضجر
هناك العديد من الخادمات ... سوف يقمن بالعناية والاهتمام به بكل تأكيد ..
ألا يهمك حفيدك ولو قليلا حتى ...!
سألته رجاء پألم واضح ليجيب عادل كاذبا
بالطبع يهمني ... وإلا ما كنت سأزوج فارس ابنتي حتى تعتني به وتراعيه ....
رجاء بمقت
كذبك هذا ينطلي على عائلة صفوان وليس علي ... كلانا يعرف انك ستزوج لمار لفارس حتى تضمن دعم عائلة صفوان الدائم لك ...
يكفي يا رجاء ...لقد مللت منك ومن كلامك ...
قالها عادل بنفاذ صبر لتنهض رجاء من مكانها وتقول وهي تتجه خارج صالة الجلوس
بل انا من مللت من كل هذا ...مللت حقا ...!!
.......................
مرت ايام اخرى ...
كل ما حدث بها ان لمار وافقت على الزواج بعدما حاول عادل بكل الطرق اقناعها مستخدما مختلف اساليبه فلم يكن امام لمار سوى القبول ....
اتفق فارس مع عادل ان يتم عقد القران بعد اسبوع على ان يأتي فارس مع عمه الكبير الى المدينة ليتم عقد القران بهدوء ثم يأخذ زوجته معه ويعود الى القرية ...
جاء يوم عقد القران اخيرا ...
كانت لمار جالسة على سرير واسع في غرفة واسعة تقع ضمن العديد من غرف قصر والدها تنتظر انتهاء عقد القران فقد جاء القاضي الى المنزل منذ قليل وسبقه العريس وعائلته ...
انتهى عقد القران فوجدت والدتها تقترب منها وهي تقول بنبرتها الحزينة المتحسرة
انهضي يا لمار ... والدك يريدك ان تنزلي انت واغراضك ... فعريسك مستعجل على الذهاب ....
نهضت لمار من مكانها واخذت تكفكف دموعها بينما فوجئت باحدى الخادمات تقترب منها وهي تحمل كيس به ملابس سوداء ...
سألت ايمان باستغراب
ما هذه الملابس ....!
اجابت الخادمة موضحة
انها عباءة طويلة و معها حجاب ... ارسلها السيد فارس طالبا من العروس ان ترتديها ...
ماما انا لن ارتدي هذه الاشياء ...
قالتها لمار بعصبية شديدة لتقترب والدتها منها وتحتضن وجهها بين كفي يدها وتقول برجاء بالغ
لمار حبيبتي ...لا تفتعلي المشاكل ارجوك ... نفذي كلامه فهناك في القرية لن يقبلوا بأن ترتدي ملابس كهذه ....
اشاحت لمار وجهها بضيق وهي تفكر في تلك الورطة التي تورطت بها بينما اخرجت والدتها العباءة من الكيس والبستها اياها ثم لفت الغطاء الاسود على رأيها مغطية شعرها بالكامل ....
خرجت لمار منكسة الرأس تتبعها والدتها ...
اتجهت نحو صالة الجلوس حيث يجلس الجميع هناك في انتظارها ...
نهض الجميع ما ان وجدوها تقبل عليهم ...
اقترب الاب منها وطبع قبلة على رأسه قبل ان يهمس لها
مبارك لك حبيبتي ...
اتجه فارس نحوها ووقف بجانبها ثم اشار لعمه قائلا
هيا يا عمي ....يجب ان نذهب ....
ثم قال موجها حديثه لعادل
عن اذنك عادل بك ... سأاخذ زوجتي وارحل ..
لن اوصيك عليها يا فارس .... انتبه عليها جيدا ..
اومأ فارس برأسه دون ان يرد بينما اقتربت لمار من والدتها ورمت بنفسها بين احضانها لتربت والدتها على ظهرها والدموع تنساب من عينيها ...
تحركت بعدها لمار مع فارس ليتجه بها نحو سيارته ....
ركبت لمار في الكرسي الخلفي بينما ركب فارس وعمه في الكرسيين الاماميين لينطلق فارس في سيارته متجها الى القرية حيث ستبدأ لمار هناك حياتها الجديدة معه ...
نهاية الفصل
الفصل الثالث
مر الوقت سريعا ووصل فارس الى القرية ... تأملت لمار شوارع القرية من خلال النافذة ... الاراضي الزراعية الشاسعة الكبيرة المليئة بالاشجار العالية والحشائش ومختلف اصناف النباتات اضافة الى الحيوانات والماشية المنتشرة في ارجاء المكان ...
دلفت السيارة الى منزل كبير للغاية اقرب بحجمه الى قصر او فيلا ... اتسعت عينا لمار وهي ترى الاراضي الواسعة
المحيطة بالمنزل من الجهتين ... كان منظرا رائعا مريحا للنفس ... توقفت السيارة امام الباب الرئيسي للمنزل ... فتح فارس سيارته وهبط منها وكذلك فعل عمه ... وجدت لمار فارس يقترب من جهتها ويفتح الباب لها لتهبط من السيارة وهي ما زالت مخفضة رأسها ارضا ... فتحت باب المنزل وخرجت منه صفية وهي تستند على عكازتها تجاورها نورا ابنتها وخلفيهما خادمتان تطرقان الزغاريد ... سارت لمار برأس منخفض نحو الباب تتبع فارس الذي انحنى مقبلا رأس والدته ثم همس لها بنبرة أمرة
قبلي رأس ويد صفية خانم ...
توقفت لمار للحظات تحاول استيعاب ما سمعته ... ثم اضطرت في النهاية الى تنفيذ ما قاله فقبلت يدها ثم رفعت وجهها وقبلت رأسها ... رفعت صفية وجه لمار واخذت تتأمله ببطء قبل ان تهمس بنبرة غير راضية
جميلة ...
لم تهتم لمار لنبرتها ولا لكونها لم تعجب صفية خانم التي اكملت قائلة
هيا يا ولدي ... خذها الى غرفتكما ... لقد جهزنا لكما الغداء واخذناه الى غرفتكما ...
اومأ فارس برأسه متفهما قبلل ان يهمس للمار
اتبعيني ...
سارت لمار امامه بينما مسكت صفية فارس من ذراعه وقالت له بنبرة سريعة
لا تنسى ان تطمئني ...
تحرك فارس تابعا لمار وهو يزفر انفاسه بغيظ من والدته وما قالته ...
.................
دلفت لمار الى الغرفة يتبعها فارس ...
اغلق فارس الباب خلفه ثم توقف في منتصف الغرفة يتطلع الى لمار التي اخذت تتفحص الغرفة ببصرها ...
تطلعت لمار بنظرات ذاهلة الى الغرفة الواسعة واثاثها الفخم ... كانت تناقض غرفتها الصغيرة الضيقة بأثاثها القديم البالي ... لم تشعر بنفسها وحجابها ينسدل من فوق رأسها ويقع على ارضية الغرفة ليظهر شعرها الطويل ... تأمل فارس شعرها بلونه الغريب بإعجاب واضح ... كان بنيا مائلا الى اللون الاحمر قليلا ... شعر برغبة في رؤية وجهها ولم تبخل لمار عليه حيث استدارت نحوه اخيرا ليحبس فارس انفاسه للحظات يحاول استيعاب الكائن الطفولي الماثل امامه ...
كانت لمار طفلة بحق ببشرتها البيضاء الناعمة كالقطن وفمها وانفها الصغيرين وعينيها الخضراوتين ... كانت تشبه الدمية ... الامر الذي صدم فارس بشدة ... فهو لم يتخيل انه سيتزوج بطفلة صغيرة ولم ينتبه الى مواليدها حينما تم عقد القران ...
لمار الاخرى اخذت تتأمل فارس بدهشة حقيقية ... لم تتخيل ان يكون فارس بهذه الوسامة الرجولية الخشنة ... كان طويلا ذو جسد متناسق ... ذو بشړة حنطية يزينها لحية خفيفة ... يرتدي بنطال اسود اللون مع قميص ابيض ...
رباه انها طفلة ...
همسها فارس بفتور قبل ان يتحرك نحوها ويمسك ذقنها بأنامله رافعا اياه متأملا وجهها الطفولي بتمعن ...
شعر بأنه وقع بالفخ ... لقد تورط وانتهى امره ... هل سيدخل بها الان ...! هل سيجعلها زوجة حقيقية له ...! المنطق يقول كلا ... والعادات تقول نعم ... وهو يقف محتارا بين اللا والنعم ... ابتلع ريقه للحظات قبل ان يقول بنبرة باردة
لمار ...
نعم ...
قالتها لمار بخفوت ليتنحنح فارس متسائلا بتردد
هل اخبرتك والدتك بما سيحدث الان ..!
احمرت وجنتيها خجلا وهي تتذكر حديث والدتها ونصائحها لها... لقد ترجتها والدتها ان تنفذ ما قالته وألا تفتعل المشاكل وهي وعدتها بهذا ...
اخفضت لمار بصرها ارضا بينما اومأت برأسها كرد على جوابه ...
كم عمرك...!
سألها فارس محاولا استيعاب الوضع الذي وضع به لترد لمار بخجل
16 عاما ...
زفر فارس نفسه باحباط قبل ان يسمع طرقات على باب غرفته فاتجه نحو الباب وفتحه ليتأمل والدته التي جائت بنفسها اليه والتي قالت بسرعة
اريد البشارة يا بني والان ...
ثم التفتت مبتعدة عن الغرفة ليفهم فارس ان والدته شعرت بتردده من اتمام تلك الزيجة ...
عاد فارس نحو لمار واقترب منها ... رفع ذقنها بأناملها ليتأمل عينيها الدامعتين وجسدها المرتشع من شدة الخۏف ...
لا تخافي... انا لن أؤذيك ابدا ...
هل اصبحت افضل الان ...!
سألها فارس بقلق لتومأ برأسها دون ان تردويقول بينما يقبل رأسها
لن تشعري بالالم بعد الان ...اعدك بهذا ...
رفعت لمار رأسها نحو فارس واخذت تتأمله بخجل قبل ان تهمس بأسف
اسفة ...
لماذا تعتذرين ...!
سألها مستغربا لترد بخجل
لانني افسدت الليلة ....لقد حذرتني والدتي من ان ازعجك او ...
قاطعها
لا داعي لان تعتذري ....كما انك لم تفسد الليلة ابدا ...
صمتت لمار بينما اردف فارس
هل انت جائعة ...!
اومأت برأسها ليبتسم فارس قبل ان ينهض من مكانه ويرتدي سرواله ...
حمل صينية الطعام ووضعها امامها لتتطلع لمار بلهفة الى الطعام وتبدأ في تناوله بنهم وسرعة كبيرتين دون ان تنتبه لفارس الذي يتابعها باستمتاع ...
رفعت وجهها بوجنتيها المنفختين نحوه لتبلع الطعام اخيرا وتهتف بارتباك
لماذا تتطلع الي هكذا...!
اجابها
هل تعلمين بأنك جميلة للغاية ...!
ابتسمت لمار قبل ان تقول بوجنتين غزاهما الاحمرار
حقا ...!
حقا...
قالها فارس ..
الفصل الرابع
في صباح اليوم التالي ...
استيقظت لمار من نومها على صوت زقزقة العصافير ...
فتحت عينيها الخضراوتين وابتسامة شقية تعلو ثغرها ... رفعت جسدها قليلا تتأمل الغرفة الفارغة لتقطب جبينها بحيرة ... زفرت انفاسها وهي تنهض من مكانها وتلتقط ثوبها لترتديه بسرعة ... ثم سارت على اطراف اصابعها متجهة نحو الحمام الملحق بالغرفة ... طرقت على باب الحمام بخفة فلم يأتها الرد ... فتحت باب الحمام واخذت تتفحص داخله بإحباط ... ثم ما لبثت ان خرجت من الحمام متجهة الى باب الغرفة ... فتحت باب الغرفة وخرجت الى الخارج واخذت تسير داخل الممر الطويل بلا وجهة محددة ...كل ما فكرت فيه انها تريد فارس الان وحالا ... شعرت لمار بالضيق الشديد وهي تتفحص الاماكن من حولها ... كان هناك العديد من الغرف المغلقة المحيطة بها ... قررت ان تهبط الى الطابق السفلي وترى فارس علها تجده هناك ... وبالفعل هبطت الى هناك وسارت باتجاه احدى الغرف حينما لمحت الخادمة تسير باتجاه تلك الغرفة ... اتبعت لمار الخادمة ودلفت الى داخل الغرفة لتنصدم بزوج من العيون اللاتي تنظران اليه پصدمة شديدة ...
تأملت صفية كنتها بملامح مذهولة سرعان ما تحولت الى اخرى غاضبة ... كانت لمار تقف امامها وهي ترتدي فستانها القصير شعرها الطويل ينساب على ظهرها من الخلف حافية القدمين ... نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازتها واتجهت نحوها لتتبعها رؤية بسرعة وتسندها بينما تشعر بالأسف لتلك المسكينة التي ارتكبت اثما كبيرا دون ان تنتبه ... رفعت صفية عكازتها في وجه لمار وهي تقول بصوت مليء بالڠضب
انت... ماذا تفعلين هنا وانت بهذا الشكل المخزي ...!
ابتلعت لمار ريقها ثم قالت بتوتر واضح وملامح مړتعبة
انا ...كنت ابحث عن فارس ...
ضړبت صفية الارض بعكازها مما جعل جسد لمار يرتجف بسرعة
كيف تنزلين الى هنا بهذا الشكل ...! ماذا سيقول عنك الخدم الان ...!
انا اسفة ...
قالتها لمار وهي تكاد تبكي من شدة الاحراج والاھانة بينما اخذت صفية تهمهم
يا الهي ...الصبر ...ماذا سأفعل الان ...! هذه عروس هذه ....انها مصېبة وحلت علينا ....
اخفضت لمار وجهها ارضا بينما حاولت رؤية تهدئة والدتها حينما دلف فارس اخيرا الى غرفة الطعام ...
اتسعت عينا فارس مما يراه امامه بينما تقدمت صفية منه وهي تهتف
تعال يا فارس ....تعال وانظر الى هذه المصېبة التي حلت علينا ...
ما هذا الذي ترتدينه بحق الله ...!
قالها فارس بصوت يملؤه الڠضب لتعض لمار على شفتها السفلى بقوة بينما تجيب بنبرة متلكأة
انا ...انا لم اقصد ...انا اسفة ...
ثم هطلت الدموع من عينيها بغزارة ليتجاهل فارس والدته ويتقدم من لمار قابضا على ذراعها جارا اياها خلفه نحو غرفته ...
كان يسير نحو غرفته وهو لا يرى امامه من شدة الڠضب ... يده تقبض على ذراع لمار باقصى قوتها ... بينما يجرها وراءه كخروف يقاد الى المذبح ...
ادخلها الى الغرفة واغلق الباب خلفه ... عقد ذراعيه امام صدره وقال بنبرة هادئة تناقض الثورة المعتملة بداخله
هل لك ان تفسري لي ما يحدث هنا ...!
وقفت لمار امامه كتلميذ مسك بالجرم المشهود ... ابتلعت ريقه وهي تقول باعتذار
انا اسفة فارس ...لقد نزلت الى الاسفل بحثا عنك ... لم اقصد ان اتسبب بفوضى كهذه في المكان ...
انت لم تفهم بعد اين تكمن المشكلة ...أليس كذلك ...!
اومأت لمار برأسها ليتنهد فارس بقوةا ويقف امامها قائلا
هل توجد فتاة عاقلة تخرج خارج غرفتها وهي ترتدي ملابس كهذه ....!
رفعت لمار بصرها نحوه ثم تأملته بحيرة قبل ان تهتف
انا لا افهم ...ما بها ملابسي ...!
زفر فارس انفاسه بتعب ثم قال بجدية
لا يجوز ...لا يجوز ان تخرجي خارج غرفتنا بملابس كهذه ...
ردت لمار ببلاهة غير مستوعبة لما يقوله
انا كنت اخرج من المنزل دوما بملابس كهذه ...
فارس وهو يكاد يطلم على رأسه
يا فرحتي بك ....
ثم اردف
اسمعيني يا هذه ... اريدك ان تنسي كل ما كنت تفعلينه هناك ...وما كنت ترتدينه ايضا...
كيف يعني ...!
سألته لمار بصوت مرتجف ليهتف فارس بها بنبرة قوية
يعني انت الان هنا في قريتي ....كما انك زوجة شيخ القرية ...لا يجوز ان تخرجي من غرفتك بملابس كهذه ... هذه الملابس ترتدينها فقط لي ... اما حينما تخرجين من هنا فانك ترتدين ملابس طويلة وفوقها حجاب طويل ....
ولكنني غير محجبة ...
كنت .. كنت غير محجبة ...
قالها فارس مصححا قبل ان يهتف بتحذير
ولكن بما أنك تزوجتني فلقد اصبحت امرأة محجبة ... هل فهمت ....!
وقبل ان تجيب لمار
عليه كان صوت الخادمة قد جاء يخبره من خلف الباب بأن عائلة لمار قد جاءت لرؤيتها ...
........................
كادت لمار ان تركض خارج الغرفة لرؤية عائلتها لولا ان فارس اوقفها بإشارة من يده ثم اخبر الخادمة بأنهم قادمون في الحال ...
اقترب فارس من لمار وقال بلهجة امرة
ارتدي عبائتك وحجابك التي ارسلتهم اليك البارحة حتى نشتري لك ملابس جديدة مناسبة للخروج ....
اومأت لمار برأسها وهي تجاهد لاخفاء دموع عينيها ثم ارتدت