الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية صرخات انثى (الفصل الثالث) بقلم اية محمد

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الأمان على ما أعتقد بعد أول جلسة مكنش ليها تعارف كامل بأخوك يعني بالنسبالها شخص غريب يمكن ده كان بداية إنها بقت كارهة تشوف أي راجل 
_يمكن.. 
وبرجاء قال 
_من فضلك يا علي اهتم بفطيمة بتمنى في اليوم اللي تسمحلي فيه بزيارتها تكون واقفة على رجليها واستعادت صحتها. 
أجابه وهو يمنحه وعدا قاطعا 
_هيحصل إن شاء الله متقلقش.. 
وبلطف قال 
_بعتذر إني أزعجتك في وقت متأخر زي ده تصبح على خير. 
رد بإيجاز ووداعة 
_أنا تحت أمرك في أي وقت يا علي. 
أغلق الهاتف فور انتهاء مكالمته ونهض لخزانته يرتدي ثيابه ليغفو بعمق بعد عناء شهور النوم المتقطع. 
اتخذت قرارها بعد أن قضت ليلها بأكمله تفتكر فيما ستفعله باكية ضعيفة في خلوتها بينها وبين ذاتها قوية فور خروجها من باب غرفتها تبدو كالحديد القوي الذي لا يهاب شيئا كاسر وهي بالحقيقة هاشة خاوية.
حملت مايسان الحقيبة الفارغة ووضعتها على الفراش ثم جذبت الملابس من الخزانة ووضعتها داخلها ودموعها لا تتركها وضعت حدا لمعاناتها تاركة من خلفها حساباتها المعقدة حول حزن خالتها لقرارها هذا يكفيها تحمله طوال الخمسة أشهر الماضية من زواجهما.
قلبها يئن.. كفى ألما كفى قهرا كفى إهانة ولوعة كفى تحمل الهجر والكراهية.. كفى!
أغلقت حقيبتها وهي تزيح دموعها واتجهت للسراحة تضع حجابها فوق فستانها الأسود وهي تتفحص ساعة الحائط لتتأكد بأن الوقت متأخرا لتضمن المغادرة ليلا دون وداع أحدا لا تريد لخالتها أن تلين قلبها مجددا.
جذبت حقيبتها وجمعت جواز سفرها وما يخصها فقاطعها رنين هاتفها الموضوع على الكوماد أسبلت عينيها بدهشة بالمتصل بتلك الساعة المتأخرة من الليل فما أن رفعت الهاتف حتى همست بعدم تصديق 
_عمران! 
بقيت ساكنة بوقفتها لا تعلم هل تجيبه أم لا ولكن الغريب بالأمر أنه يتصل بها والأغرب ذاك الوقت المتأخر كادت مايسان باجابته ولكن ما فعله جعلها تلقي الهاتف على الفراش وتعود لتستكمل استعدادها للرحيل فتوترت حركتها وعينيها لا تترك الهاتف المتروك على
الفراش فرددت لذاتها 
_لا يكون في حاجة عمره ما اتصل بيا بوقت زي ده! 
انتصر قلبها عليها فرفعت الهاتف إليها وبقيت صامتة تتلصص لما سيقوله هو فارتجف فور سماع صوته الواهن يردد 
_مايسان. 
نبرته كان مقلقة للغاية وبالرغم من ذلك ادعت برودها 
_خير يا عمران نسيت حاجة حابب تقولها. 
ابتلعه الصمت قليلا ثم قال بإنهاك شديد 
_أنا تعبان أوي يا مايا مش قادر أسوق خاېف.. آآ... خاېف أعمل حاډثة وأقابل ربنا وكلي ذنوب.. خاېف من مقابلته. 
واسترسل دون توقف 
_خوفت أكلم علي هيتنرفز لو شافني بالحالة دي وأكيد فريدة هانم هتعاقبني لو لجئت ليها ملقتش غيرك. 
رددت بلهفة ضړبت خفقات قلبها المتسارعة 
_أنت فين أنا جيالك حالا. 
ابتسم وهو يجيبها بتعب ومازال 
ملقى على الجزء الأمامي للسيارة 
_مش عارف أنا فين! 
جذبت حقيبتها وهرولت للخارج وهي تردد لاهثة 
_ابعتلي اللوكيشن وأنا دقايق وهكون عندك أرجوك
خليك في العربية متنزلش.. آآ... أنا مش هسيبك. 
ارتعش فور سماع تلك الكلمة التي أبقيته أمانا قليلا فأرسل لها موقعه قبل أن يغلق عينيه مستسلما للنوم المؤقت. 
وقفت تراقب سواد الليل الكحيل برهبة ومع ذلك تغلبت على خۏفها الغريزي واندفعت تجاه سيارتها حبه القابع بقلبها كالظل الساكن مدها بالقوة جعلتها غير واعية لمخاوفها تلك فصعدت لسيارتها وحررت بريموتها حاجز البوابة الخلفي لتنطلق بسرعة البرق وهي تتفحص الهاتف من أمامه تتبع الاشارة يكاد قلبها يتوقف أكثر من مرة وهي تتخيله يخالف ما قالت ويقود بذاته فيصطدم بأحد الحافلات فرددت باڼهيار 
_يا رب قصر طريقي ووصلني ليه!
كادت بأن تنقلب السيارة بها أكثر من مرة تفادت أكثر من حاډث حتى وصلت للإشارة المتبعة

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات