السبت 28 ديسمبر 2024

رواية فراشة في جزيرة الذهب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 3 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش 
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك
ولا حاجه 
ولا حاجه أزاي مش عايز تقول 
صمت وتطلع لحورية يسألها
خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه 
أبتلعت رمقها بصعوبة تتوتر بوجوده هي بالفعل تخاف فقالت طالما هو مصمم و كي ينتهي الموقف 
كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين 

نظر لها
زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال
علمك الكدب
فردت بسرعة وڠضب ممزوج بالضيق الشديد
لأ طبعا ده ده حتى أنا كمان رأيي كده 
نظر أرضا وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلا تختبئ خلفه من خۏفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود 
الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك في إيه 
يادي النهار الي مش فايت شوفتي يا أختي أمك 
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان
في إيه يابني أنا بكلمك 
بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني 
أودشن ده إيه ده بقا إن شاء الله 
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر
اخوك وبكل فخر هيبقى مغني 
تحولت ملامح زيدان للڠضب الشديد وسأل
أنت بتقول أيه أنت أتجننت 
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد پخوف
أيه بس يا كبير مالك 
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها
أنتي موافقاه على الهبل ده 
وفيها إيه هو حد 
قاطعها پغضب يقول
فيها أيه ده عادي يعني!
ضم أصابع يده في كفه من شدة الڠضب و قال
واحد دماغه مفوته وخطيبته مطوعاه في الهبل أكيد مش هحرق في دمي معاهم أنا ماشي أحسن 
قالها وغادر على الفور فتنهدت حورية وبدأت تلتقط أنفاسها مرددة
الحمد لله أخيرا مشي أنا بخاف منه قوي يا محمود 
ومين سمعك أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا 
بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي 
أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا يالا زمان الفرارجي خلص خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها 
وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعا فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعا للبيت 
__________________________
ألتفت رنا ببطئ والخۏف ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت بړعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت پخوف
يعني إيه مش فاهمه 
نظر لها بعينه المرعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية 
عربية
أيوة الحمدلله أنت بتتكلم عربي 
قليلا من أين أنتي 
مصر
لما الكذب إذا أنتي لست عربية 
ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا 
أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة
أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريبا الشبكة واقعة هنا 
نظر لها بتدقيق ثم قال
أتبعيني إذا
نظرت له بشك ثم قالت
أتبعك فين لأ أنا مش عارفاك وبصراحة نظراتك مش مريحاني 
ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه
جيد إذا ظلي هنا حتى تتحلل حثتك 
ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه 
يا أستاذ يا أستاذ أستنى بس مايبقاش خلقك ضيق 
توقف بنزق يسألها
ماذا 
هتساعدني إزاي
سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي 
بالطبع ذهبت خلفه لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة 
سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة
أنت ياحضرت مش قولت هتساعدني إحنا فين
إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها 
توقفوا ملكنا في قيلولة ستزعجونه هكذا ماذا هنا وما سر كل تلك الضوضاء 
توقفوا جميعا فسقطت رنا أرضا منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم 
آه فتاة بيضاء الآن فهمت 
نظروا كلهم أرضا پخوف ورمقتها أنچا بنفور فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضا
تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت پغضب
نحن هنا جميعا في خدمة الملك راموس لسنا بالجزيرة كي تفعل أنها عطلة الملك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه 
ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء الموقف وقالت 
حسنا سأضمها لجواري الملك كم تريد فيها 
لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغا كبيرا كبيرا جدا و قال 
مئتي دولار 
ماذا 
أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها أنه الملك راموس 
نظرت أنچا للفتاة بضيق شديد ثم قالت
حسنا لك ما أردت 
ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء
خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري الملك 
ثم أقتربت من الرجل تدفع له المال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية المخيم 
____________________________
في صالة شقة فوزية جلست أمام محمود وأهله مرددة بحسم
المدة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة ما شبك من سنتين ومافيش أي حاجة جدت أعذرني بس احنا ولايا من غير راجل وكلام الناس كتير 
فرد الحاج راشد بهمة
كلام إيه ده يا ست فوزية أنتي على راسنا وحورية بنتنا ومتربية وسط عيالنا 
كلام حلو يا حاج بس ما تأخذنيش أهو كلام إبن عم حديت ولو دي نظرتك لينا فأنت مش كل الناس وأحنا مش عايشين لوحدنا 
صمت راشد يقر أنها تتحدث الصواب وتدخل زيدان
طلباتك ياست فوزية 
الفرح وكتب الكتاب يكونوا آخر الشهر 
صمتوا جميعا من طلبها وهتف محمود
ده إلي هو إزاي هو أنا ساحر أجيب منين ده الشقة على الطوب 
مانت لو كنت بتشتغل زي الحاج راشد و المعلم زيدان كان زمانك مشطب ومخلص ألا أنت مش غاوي شغل وإلي بتاخده بتفرتكه وأنا يابني صبرت عليك كتير وطولت بالي على الآخر
لكن لاقيتك سارق الود و زودتها قوي يابني ده حتى المثل بيقول إن كان حبيبك عسل ماتلحسهوش كله 
حاول زيدان التفاهم معها وقال بمهاودة
عداكي العيب يا ست فوزية بس بالعقل كده هو في حد هيعرف يخلص كل الطلبات دي في شهر
معاك حق بس ماعلش اعذرني يا معلم زيدان أنا لو رخيت له الحبل و زودت المهله هيرجع يسوق فيها أنا سيبته سنتين بقولك خاطرك على عيني يا معلم بس ده آخر كلام عندي 
طيب ماحنا ممكن نكتب الكتاب عشان نسكت الناس وبعدها نرتب للجواز براحتنا 
أحتدت ملامح فوزية ورفضت رفض قاطع مرددة
لاااااا كتب الكتاب مع الفرح أخوك ده أنا ما استأمنوش على بطه بلدي وبعدين ماتأخذنيش أنا أضمن منين أنه هينجز و يتجوز مش يمكن يكتب الكتاب ويضرب على الجواز والفرح عوافي ويبقى بقا هو إلي مسكني مش أنا إلي مسكاه وأفضل تحت رحمته لا ماعلش مش موافقة وهو شرط زي ما أتفقنا 
في منزل الحاج راشد
جلسوا جميعا بالصالون يفكروا بحل فقالت والدة زيدان و محمود
وبعدين إيه الحل دي الشقة على الطوب الاحمر 
نظرت لابنها وقالت من بين أسنانها بضيق
مانت لو كنت بتسمع كلام ابوك وأخوك وبتشتغل زي الرجالة ماكنش ده بقا حالنا وحالك أتصرف بقا 
أتصرف أزاي يعني 
صمت لثواني ثم زاغت عيناه وردد 
أاا أحمم كده مافيش حل غير أني أخد أنا بقى شقة زيدان و أمري لله 
أنتبهوا كلهم له وتطلعوا له بأعين متسعه مصډومة ومنهم زيدان فتحدث راشد
أنت أتجننت يالا دي شقته وهو إلي شقي فيها وعارف أنه بيحب الشقة دي وأسسها من الصفر بعرقه 
تهرب محمود من أعينهم خصوصا عين زيدان وقال
ماهو مافيش حل تاني 
وقف زيدان و تركهم يخرج للشرفة المجاورة للصالون يشعل سېجاره و قد تجلت على ملامحه علامات الحزن و الضيق يسمعهم وهم مازالوا يتحدثون حيث قال والدهم موبخا محمود
أنت إيه مافيش ډم بقولك شقته وبعرقه وبيحب الشقه دي وهو إلي مختارها 
وفيها إيه يا حاج بس ما ياخد هو الدور التالت إلي كان هيبقى ليا ولا يعني عايزين الجوازة تبوظ 
كلام إيه ده بقولك شقة أخوك وهيتجوز فيها 
يتجوز مين بس هو في واحدة راضيه بيه بيخاوفوا منه ما على يدك أتقدمت للي يسوى والي مايسواش وماحدش راضي بيه 
ليغمض زيدان عيناه بحزن دفين يجاهد على مواراته قد كان على علم بما يقال عنه أن كل فتيات الحي ترفضنه خوفا منه حتى كبر بالعمر حتى إبنة عمه رفضته ووصل به الحال أنه بات يصدق ما يقال عنه فأطفأ سېجاره قبل أن يخرج على والده ثم دلف للصالون من جديد في الوقت الذي وقف فيه راشد وصړخ پغضب
أخرص يا قليل الأدب و لو عايز تتجوز أتجوز بشقاك مش بشقى أخوك 
لكن زيدان وضع كفه على كتف والده وردد بنبرة هادئة
هدي نفسك ياحاج أنا شايف إن مافيهاش حاجه والمليان يكب على الفاضي 
رفض راشد بحدة 
أيه إلي بتقولوا ده أنت كمان 
أنا ومحمود واحد يا حاج 
لأ أنا مش موافق 
ماعلش بقا يا حاج عديها خلي الفرح يدخل بيتنا 
ثم نظر لمحمود وقال
مبروك عليك يا محمود أنا هبقى أطلع أشيل حاجتي من فوق لما أفضى وأنت هات خطيبتك عشان لو عايزه تغير حاجه في الشقه وتفرشها على زوقها وطبعا عفشك كله من عندي 
شكرا يا زيدان طول عمرك كبير في كل حاجة 
راقبت أمه ضحكته المتأملة وأستأذنه ليذهب
 

انت في الصفحة 3 من 35 صفحات