الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية عزلاء أمام سطوة ماله(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

في إقتضاب شديد جدا و صالح الذي يأس من مراضاة صفية ترك الطعام نهائيا و سكب لنفسه قدحا من القهوة راح يحتسيه و هو يهز قدمه الغير مرئية في عصبية مفرطة 
لاحظت فريال توقف زوجها عن تناول الطعام فسألته بقلق 
إيه يا يحيى مالك بطلت تاكل ليه 
يحيى بضيق 
ماليش نفس يا فريال
فريال بحزن 
ليه بس طب تحب أعملك بإيدي أي حاجة تانية 
لأ مش عايز
فريال بإنزعاج 
في إيه بس يا يحيى كل حاجة بقيت تقول عليها لأ مش عايز !!
يحيى بإنفعال و هو يضرب بيده علي المائدة 
هو إبنك خلاني عايز أي حاجة عمل كل إللي في نفسه و مش عايز يوريني وشه لحد دلوقتي البيه كأنه بيقولي مالكش لازمةربالنسبة لي
فريال بلهجة هادئة وهي تهز رأسها سلبا 
مايقدرش يا يحيى إنت أبوه عثمان بيحترمك و الله هو بس آا 
يحيى مقاطعا بإزدراء لاذع 
بلا بيحترمني بلا نيلة بقي أنا ماعرفتش أربيه أصلا طالع ساڤل و قليل الأدب محدش بيهمه ثم أكمل بوعيد 
بس و الله لأفرجه يرجع البيت بس و هتشوفي هعملك فيه إيه !
علي فكرة يا عمي عثمان هنا من إمبارح قالها صالح ببرود و هو يرفع فنجان قهوته إلي فمه
ليلتفت له يحيى متسائلا بصوته الخشن 
عرفت إزاي إنت شوفته و هو راجع 
أنا كنت سهران معاه إمبارح و رجعنا سوا بليل متأخر
حدجه يحيى پغضب و عضلات فمه ترتجف بقوة و كأنه يحاول مقاومة شړا مؤذيا لكنه فشل في ضبط نفسه فوثب من مجلسه و مشي بخطوات واسعة في إتجاه غرفة إبنه 
لحقت به فريال بسرعة بينما قالت صفية و هي ترمق صالح بنظرات محتقنة 
إيه إللي إنت عملته ده 
صالح ببراءة مصطنعة 
عملت إيه !
في الطابق الثالث من القصر و الذي تقع به غرفة عثمان حيث إختارها بعيدا عن أنظار و آذان الجميع هنا 
تركض فريال وراء يحيى و تترجاه بصوت خائڤ 
عشان خاطري يا يحيى بالراحة عليه إنت عارف إنه ماعملش حاجة غلط أي راجل مكانه كان هيعمل أكتر من كده
توقف يحيى بمنتصف الردهة الطويلة و إستدار لزوجته و صاح بها 
إمشي يا فريال إنزلي تحت دلوقتي
فريال برفض 
لأ مش هسيبكوا مع بعض و إنت في الحالة دي
يحيى بعصبية 
يعني هعمل فيه إيه ھضربه پالنار ماتقلقيش عليه يا حبيبتي و بعدين هو للأسف إبني أنا كمان ثم زفر بحنق و قال بشيء من الهدوء 
إطمني يا ستي مش هعمله حاجة مابقاش عيل صغير عشان أعاقبه يعني أنا هتكلم معاه بس
نظرت إليه في تردد لكنها أذعنت لرغبته في الأخير و ولت تاركة إياه يذهب لغرفة عثمان بمفرده 
فتح يحيى باب غرفة إبنه ليجدها غارقة في الظلام
إبتسم بسخرية ثم إتجه نحو الشرفة العريضة و أزاح الستائر عنها ليخترق ضوء النهار الزجاج المغلق و يزعج عثمان المستلقي علي وجهه فوق سريره الضخم 
تململ عثمان مطقطقا عضلات ظهره ثم فتح عيناه بروية كي يتمكن من رؤية الشخص الذي إقتحم عليه غرفته دون إستئذان
فوجد والده يقف أمام السرير أحمر الوجه غاضبا
تآفف عثمان بضجر و هو يقوم ليجلس نصف جلسة سقط الغطاء حتي وسطه عندما إستوي جالسا فظهرت عضلات بطنه السداسية الصلبة 
صباح الخير يا بابا قالها عثمان بلهجة ناعسة و هو يفرك وجهه بكفيه
ليرد يحيى بغلظة 
صباح الزفت علي دماغك
عثمان بإبتسامة هادئة و هو يومئ برأسه 
ماشي يا بابا إتفضل حضرتك قول دلوقتي كل إللي إنت عايزه أنا جاهز لكلامك
يحيى ببغض 
يا بجاحتك يا أخي نفسي أعرف جايب البرود ده كله منين !
عثمان بسخرية 
و عايزني أتكدر ليه أنا عامل حاجة لا سمح الله !
يحيى بلهجة حانقة 
بعد كل إللي عملته ده و بتسأل أنا يا غبي مش إتفقت معاك و قلتلك

كفاية تمضيها علي التنازل بس و بعدين تبقي تطلقها بعد فترة صغيرة إيه إللي خلاك تتصرف من دماغك 
عثمان و قد إنتابه الڠضب 
كنت عايزني أبقي كنت عايزني ماخدش حقي و أرد كرامتي مش أنا إللي تيجي بت زي دي و تعلم عليا أحمد ربنا إني إلتزمت بنص إتفاقنا و ماشربتش من ډمها و الله لولا جيتلي إنت قبل ما أخدها و إمشي بعد الفرح و نبهت عليا لكنت دبحتها بإيدي و ماكنتش هاخد فيها يوم
و تضيع و توسخ إيدك ليه أصلا ماتستهلش
عثمان و هو ينتفض بعصبية 
لأ تستاهل لما تبقي مخطوبة لعثمان البحيري و تفتكر إنها إستغفلته و تروح تت علي كيفها تبقي تستاهل الدبح و الحړق كمان
صمت يحيى بعد إفراغ عثمان شحنة غضبه الحبيسة و قد إلتمس له العذر الآن فقط إذ أدرك أن إبنه مجروح في صميم كرامته و كبريائه فلم يعد ليجادله مجددا 
يحيى بهدوء 
طيب يا عثمان و أديك خلاص عملت إللي إنت عايزه و إرتحت يا ريت بقي ماتتهورش تاني و كفاية كده
عثمان و هو يلوي ثغره بسخرية 
أنا عايزك تعرف بس إنها و لا حاجة بالنسبة لي أنا وافقت علي الجوازة بس عشانك إنت قولتلي نفوذ أبوها و بتاع و أهو دلوقتي أبوها بقي لا عنده نفوذ و لا نيلة بعد الڤضيحة يعني مابقناش محتاجينه
أومأ له يحيى ثم قال 
ماشي قوم بقي خدلك حمام و ألبس هدومك و إنزل عشان نفطر سوا أنا لسا مافطرتش
في منزل رشاد الحداد يجلس أمامه في المكتب هذا الشاب المذعور الذي يرتجف خوفا بين الحين و الأخر
يشمله رشاد بنظره تقييم مشمئزة ثم ينطق بصوت غليظ 
إنت غلطت غلطة عمرك لما فكرت تقرب من بنتي
إزدرد الشاب ريقه بتوتر و قال بإرتباك و هو يتردد في النظر إلي عينيه الحادتين 
و الله يا رشاد باشا أنا آا أنا ب بحب چيچي بحبها بجد و عمري ما فكرت آذيها و آ 
إخرس قاطعه رشاد پغضب و أردف بحدة 
إسمع ياض إنت هتتجوزها
أومأ الشاب بسرعة 
أتجوزها يا باشا
رشاد بتهكم مرير 
لحسن حظك إني عايز ألم الموضوع و أغطي عالفضيحة إنما في أي حالة تانية إنت ماكنتش هتبقي بالنسبة لي أكتر من كلب أقل واحد من إللي شاغلين عندي يضربك برصاصة واحدة في قلبك
أقشعر بدن الأخير ببنما أكمل رشاد بلهجة أمر 
تجيلي بكره الساعة 8 بالظبط عشان نتمم الموضوع و نعمل خطوبة
أنا تحت أمرك يا باشا
رشاد بتوعد 
عارف لو ماجتش !
الشاب و هو يقسم بإضطراب 
ه هاجي و رحمة أمي هاجي
إوعي يعني عقلك يوزك تخلع أو تهرب هتلاقيني جايبك من قفاك حتي لو طلعت سابع سما بس ساعتها بقي يا ويلك مني
الشاب مؤكدا 
ماتقلقش يا باشا أنا هاجي بكره في الميعاد
رشاد بصرامة 
أنا مش قلقان يا حبيبي إنت إللي لازم تقلق
و هنا سمع طرق علي باب مكتبه فآذن بالدخول
ليدخل رجل ضخم الچثة يرتدي حلة سوداء و تبدو علي وجهه ملامح الإجرام 
أصرف رشاد الشاب زوج إبنته المستقبلي و حبيبها السابق الذي تسبب في طلاقها ليلة زفافها 
اهلا عباس ها طمني ! عملت إيه 
عباس بصوته العميق 
كله تمام يا باشا زي ما قلت لسيادتك كل حاجة بتمشي بالفلوس
يعني عملتها بنفسك 
عملتها بإيديا الأتنين ماتقلقش
رشاد بإبتسامة واسعة 
يعني إنهاردة هسمع أخبار كويسة !
إن شاء الله إطمن حضرتك
تنهد رشاد تنهيدة طويلة و هو يسترخي فوق مقعده و يتمتم لنفسه إن شاالله أجي أعزيك بنفسي بكره يا يحيى أومال إيه مش كنا نسايب ! 
و رفع رأسه مطلقا ضحكة مجلجلة 
في غرفة صالح كان يخاطب والده عبر الهاتف عندما تلقي إنذار بمكالمة جديدة 
أبعد الهاتف عن أذنه و وضعه أمام عينيه ليري أسمها يضيء الشاشة
إنتفض من الفرحة و أستأذن من والده و أغلق معه سريعا ثم أجاب إتصالها 
صالح بسعادة 
صافي ! مش مصدق نفسي و الله هتشل من الفرحة إنتي بتكلميني فعلا 
صفية بفتور 
صالح 
عيون صالح قالها بغزل لترد بحدة 
هتتكلم عدل و لا أقفل في وشك 
قال بسرعة 
لا لا لا خلاص خلاص ده أنا ما صدقت ثم سألها بإستغراب 
بس إنتي بتكلميني بالموبايل ليه ما إحنا في نفس البيت يا حبيبتي ما تيجي و لا أجيلك أنا
قال أخر كلماته بخبث حاول إخفاؤه لتقول هي 
لأ ياخويا لا تجيلي و لا أجيلك أنا بس كنت عايزة منك خدمة هتعملها شكرا مش هتعملها بردو شكرا
صالح بإهتمام 
خدمة إيه يا صافي أنا أعملك كل إللي إنتي عايزاه طبعا قوليلي عايزه إيه 
كنت عايزاك تروح المستشفي تجيبلي عنتر من هناك خلاص هو خلص تطعيم و المفروض يرجع بس أنا حاسة إني داخلة علي دور برد و مش قادرة أتحرك من السرير ف Please تروح إنت 
صالح و قد تقهقر عن موقفه الشهم 
عنتر عايزاني أنا أروح أجيبلك عنتر ماتقوليها أسهل يا صافي قولي إنك عايزه تخلصي مني أخرتها هتخلي حتة شبل يستفرض بيا و أكون العشا بتاع جنابه الليلة دي !
ما تسترجل شوية يا صالح أديك قولتها بنفسك حتة شبل هيعملك إيه ده لسا بيبي أولا ثانيا هما في المستشفي هيسلموهلك بالقفص بتاعه يعني ماتقلقش مش هيتعشي بيك الليلة دي
صالح بتردد 
مش عارف مش مطمنلك يا صافي !
صفية بتآفف 
أنت جبان أووي يا صالح
أثارته بنعتها له ب الجبان فقال 
جبان طيب أنا هوريكي الجبان ده هاتي العنوان
أخذ منها عنوان المشفي ثم إندفع للخارج قاصدا غرفة عثمان
إلا إنه قابله أعلي الدرج كان عثمان سينزل عندما إستوقفه صوت صالح
إلتفت له فقال الأخير و هو يقترب منه 
عثمان إديني مفتاح عربيتك 
عثمان بإستغراب 
مفتاح عربيتي ! إشمعنا 
إنت ناسي إننا جينا مع بعض إمبارح بعربيتك
طيب أيه يعني !!
هو إيه إللي يعني عربيتي سايبها هناك من إمبارح
عثمان و هو يهز كتفاه بعدم إكتراث 
أعملك إيه يعني !
صالح بصبر 
محتاج عربيتك نص ساعة هروح بيها مشوار و هرجع علطول
طب ما تروح بتاكسي يابني !
يرضيك يعني صالح البحيري يركب تاكسي
أه و فيها إيه عادي بتحصل في أحسن العائلات
صالح بضحكة صفراء 
خفة إنجز يا عثمان بقولك عندي مشوار مهم
عثمان بجدية 
ماينفعش يا صالح أنا خارج دلوقتي
صالح بفضول 
رايح فين 
مالكش دعوة
طب هات المفتاح بقي خليك جدع مش هتأخر و الله هي نص ساعة
تنهد عثمان ثم قال بضيق 
نص ساعة عارف لو إتأخرت 
يا سيدي ماتخافش هي نص ساعة
أعطاه عثمان مفتاح سيارته و هو يسأله 
هتروح فين بقي 
صالح مستعملا نفس جملته السابقة 
مالكش دعوة
و هبط الدرج مسرعا بينما صاح عثمان بإبتسامة فاترة 
مااااشي ليك يوم يابن عمي
ينزل صالح إلي الكراچ و يعثر علي سيارة عثمان بسهولة 
إذ تعد سيارته من أحدث و أغلي السيارات التي تم إنتاجها لهذا العام و هي لامبورچيني بسرعة 350 ميلس و هي أيضا بمثابة طلقة ڼارية تشق الأجواء

لدي الإنطلاق بها 
إستقل صالح في كرسي القيادة شغل السيارة ثم تحرك بها بروية حتي خرج من الكراچ
أطلق بوقا تلو الأخر لتنفتح له بوابة القصر الضخمة التي تعمل إلكترونيا
و في الطريق مشي علي الوصفة التي أعطته إياها صفية إلا أنه نسي نصف العنوان

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات