رواية غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد(كاملة جميع فصول الرواية)
في البيت تاني انتي مش محتاجه...انما أنا محتاجه...أنا قدامي طموح ولازم أحققه.
لوت نورا شفتيها قائله
ما أنا قلتلك مقدرش أسيبك..وأنا شغاله علشانك ...بس أمر المصنع ده مريب..يعني المصنع الطويل العريض ده مش فيه غير اتنين كيميائيين بس
تحدثت ريحانه بثقه قائله
ولا مريب ولا حاجه...أنا كده مبسوطه...أنا مش بحب حد يتمريس عليا...وبعدين كل التقارير اللي بتطلع بناخد عليها ممتاز..ايه اللي قلقك بقا
ريحانه انتي مش قلقانه من ساعه ما شفت زيدان هنا....وبصراحه ده كان خارج من مكتب أنا عرفت مين صاحبه طلع الكيمائي اللي بنسلمه التقارير.
قطبت ريحانه جبينها قائله
اه قصدك ماجد...طب وايه يعني...وبعدين ماجد ده انسان محترم ايه اللي يعرفه بواحد زى زيدان...بقولك ايه يا نورا فكك من التخاريف دي يمكن واحد شبهه.
هزت نورا رأسها باستسلام واستكملت عملها ولكن الواضح أنه جائت اشارة البدء فقد صبرا زيدان كثيرا لابد من الكشف عن نفسه تحدث الي ماجد ليستدعيها فهاتفها ماجد لجلب التقارير الجديده وسرعان ما خلعت معطفها وظبطت ثيابها التي كانت عبارة عن فستان طويلا وبأكمام طويله بلون البنفسجي...دلفت مكتب ماجد لتجده يدير ظهره اليها جالسا علي كرسيه الوثير رفعت حاجبيها باندهاش واستغربت فعلته فهو دائما ينتظر ويقف لها احتراما فتنحنحت قائله
ظل دون رد لتقطب جبينها وتسأله بتوجس قائله
حضرتك سامعني
ابتسم زيدان بخبث وهو مواليا ظهره لها ليتنهد بعمق كمن وصل لمبتغاه ويرد عليها بصوته الماكر الذي طالما سمعته من ذي قبل وضايقها بطبقاته المختلفه كثيرا ليتحدث بسخريه قائلا
ايه ده انتي اللي جايبه التقارير بنفسك
ثم صمت لتستوعب الصدمه وردد بحروف مفعمه بالاستهزاء قائلا
ثم استدار بأريحيه قائلا وهو يتفرس ملامحها بدقه
انما انتي ما صدقتي تيجي جرى... بناء علي ايه...
ثم ابتسم بخبث قائلا
ايه ناويه تجربي حظك تاني
وضعت يدها علي قلبها الذي تسارعت دقاته من سمعان هذا الصوت البغيض لكنه لم يكتفي بصوته بل تنقل بأبصاره ينظر اليها بجمود قائلا
ثم هز رأسه بلهجه أمره وقال
سيبي غيرك يقلب عيشه...وانتي كمان فكرى صح ومسيرك يبقا عندك فرصه تعوضي بيها حرمانك عن حاجات كتير ضاعت منك.
تعالي صدرها علوا وهبوطا تود الرد عليه ولكن اختنقت الكلمات وانحشرت في حلقها ليدلف ماجد قائلا بسماجه
أنا أسف يا مدام ريحانه...أسف مرة تانيه ... دكتوره ريحانه...كلنا هنا تحت أمر زيدان باشا...وانتي مش بتخرجي من المعمل...وكان لازم تعرفي مين صاحب المصنع.
أنا صاحب المصنع اللي انتي شغاله فيه يا دكتورة..
اتسعت حدقه عينياها ليبتسم بشماته قائلا
.أومال ز ر دي معناها ايه ...معناها زيدان صاحب مصنع زهرة الريحان..
ثم تنفس بعمق قائلا
وعلي فكرة عطر الريحان اللي بتصنعيه رهيب....بحييكي عليه.
التفتت جانبا لترى ماجد قائلا بصوت ماكر
يعني أنا هنا زى زيك بالظبط...بس بصراحه انتي بشهاده زيدان باشا انتي تفوقتي عليا...احنا شويه شويه هنعمل ماركه عالميه بسبب تحضيراتك.
خرجت من صمتها وارتفع صوتها عاليا قائله
تبقي عندها حق لما شافتك وأكدت ليا انك خارج من عند ماجد..
ثم حسمت أمرها قائله
.طب تمام شكرا علي الأسبوع اللطيف اللي قضيته هنا في المصنع وأعتقد ان مكنتش مؤثرة....
ثم رفعت أكتافها بفخر قائله
عطر الريحان ده نقطه في بحر تركيباتي.
أشار زيدان لماجد لكي يخرج حتي أنها انتبهت وظلت تنظر اليه بعيون الصقر الجريح منتظرة رد علي حديثها فأخرج من درج مكتبه عقدها واستدار حول مكتبه ليقف في مقابلتها قائلا بثقه
كل حاجه في العقد ده انتي موافقه عليها وبامضائك هتفضلي ماسكه المعمل لمده تلات سنين...
شهقت ريحانه فتعالت ضحكاته قائلا
هههه زى مدة جوازك من قصي..
هزت رأسها غير مصدقه تشعر أنها وضعت في موقفا تمثليا ليحذرها قائلا
ولو سبتي المعمل غرامه نص مليون جنيه...ولو وافقتي الغرامه هتتحول لمكسب في جيبك.
فتحت الملف الخاص بعقدها وانتبهت الي الشرط الجزائى والذي لم يكن موجودا من قبل لتعلم أنها وقعت في فخه لتتسائل ما الذي سيستفاده من ذلك...
لتسأله بتوجس قائله
وانت بقا هتستفاد ايه من كل اللي بتعمله ده...
قابلها بابتسامه ساخرة لتلوى شفتيها باستهزاء قائله
اوعي تفكر اني هصعب علي قصي يوم يطلق شذي وترجعلك...
رفع أكتافه بلا مبالاه لتبتسم بسخريه قائله
ميصعبش عليك غالي...وحتي لو صعبت عليه هوافق انه يخلصني من العقد الرخيص ده وبرضه مش راجعه ليه....
ثم استطردت بكل ثقه وغرور حتي أنها كانت مٹيرة لاعجابه ورددت قائله
لأنه ميلزمنيش لا هو ولا الفلوس.
هز زيدان رأسه بخبث قائلا
من ناحيه هستفاد فأنا هستفاد كتير...
ثم مط شفتيه قائلا
بس مش ملزم أقولك دلوقتي...الموضوع ده محتاج له قاعده تانيه...أنا دلوقتي يهمني المصلحه روحي كمليها خلينا نصدر الماركه....
ثم استطرد بثقه قائلا
وأوعدك ان هيكون ليكي الحلاوة لو رفعتي المصنع ده بتركيباتك اللي تسحر زيك
أخذت تنظر اليه مطولا ليمرر عيناه علي فستانها الذي يعد مألوفا لعينه فهو يعشق هذا اللون البنفسجي خاصه اذا كان يتمثل في المثير كانت علي وشك الرحيل ولكن انتبهت الي نظراته وحالة شروده التي جعلته يهدأ من ثورته عليها...زفرت بحنق لينتبه أنها فهمت نظراته ليجدها ترحل صافعه الباب من خلفها ليذهب ويجلس علي كرسيه مرة أخرى ويرتشف قهوته التي بردت مثل ما برد قلبه ليسرح في شكلها باستمتاع ويتذكره بدقه لطالما لم تلفت انتباهه ولا مرة واحده منذ أن ارتبطت بابن خاله حيث تمتلك شعرا كستنائى اللون وعيون مثل العسل المصفي وقوام فتان ...علم لما اختاراها قصي لأنها تختلف عن سواها في الجمال الرباني الذي لا يحتاج الي أي مؤثرات.
استغرب تحول تفكيره بها من النقيض الي النقيض الأخر...لا يدرى سبب التحول..هي أيضا لا تدرى ماذا تفعل مع ذلك البغيض وماذا يريد منها...وجدت نفسها تبحث عن أي مخرج من هذه المشكله ما زال صوته يتردد في أذانها...وطلبه ...عفوا هذا ليس طلبا هذا الزاما..وهي لبت ووافقت علي الالزام لأن ما باليد حيله...كان لقائه أعصف من لقاء الڼار...بدء باستهزاء...وتحول الي نظرات وقاحه ..لا تعلم سبب نظراته الأخيرة
موكا سحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
علي الجانب الأخر كانت تجوب المشفي مع شقيقها ناجي حيث أنها تمتلك أكبر المستشفيات الخاصه بالنساء والتوليد والعقم..أخذت تنظر شكران والده زيدان بجبروت ليفهم ناجي مغزى النظرات ليحاول تفهيمها الأمر فيقول
والله يا شكران سمر حاولت معاه بقالها أسبوع أهو...دي ما صدقت أصلا انه يرجع الشركه الكبيرة...وكانت بتعامله ولا الطفل بس مأخدتش منه لا حق ولا باطل.
جزت شكران علي أسنانها قائله
وطي صوتك يا ناجي...انت جاي ټفضحني في قلب المستشفي...وبعدين هي عاده سمر ولا هتشتريها طول عمرها خايبه...وقال ايه متقلقيش يا عمتو.
دلفت الي مكتبها ودلف خلفها ناجي يهتف بهدوء كأنه يتوسل اليها قائلا
فعلا يا شكران هي عملت معاه كل الحيل ...وهو فاهمها ابنك مش صغير ولا عبيط...حتي شذي خطيبته مكنتش بتقدر عليه.. أنا بس نفسي أفهم مش عاجبه ايه في سمر.
ابتسمت شكران بسخريه قائله
سمر!... سمر دي مين يا ناجي...أنا بس هاودتك ...بس أنا عارفه انها غبيه وضعيفه ومش هتقدر عليه...وابني ذكي جدا